الأربعاء 8 مايو 2024
مجتمع

هل تورّط النقيب أوعمو في ملف بوعشرين؟ 

هل تورّط النقيب أوعمو في ملف بوعشرين؟  النقيب أوعمو

كان من أوائل المحامين الذين حلوا بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قبيل بدء الجلسة الرابعة لمحاكمة توفيق بوعشرين، مدير نشر "أخبار اليوم"، المتابع بالاتجار بالبشر، يوم الخميس 5 أبريل 2018.

رغم تعب الطريق من تيزنيت نحو العاصمة الاقتصادية، فقد كان النقيب عبد اللطيف أوعمو، المحامي بهيئة أكادير، مقاوما لهذا التعب، ارتدى بذلته السوداء، وضبط قطعتها البيضاء. وبتواضع كبير، اتجه نحو القاعة 7 المخصصة لملف بوعشرين..

"أهلا السيد النقيب، كيف الحال؟" بادره زميل له وقد اشتعل رأسهما شيبا، ليجيبه النقيب أوعمو باللغة الفرنسية: "نحن نقاوم"، تبادلا معا الحديث قصيرا قبل أن يلتحق بهما المحاميان مصطفى يخلف (عن هيئة أكادير) وبنجلون التويمي (عن هيئة فاس)..

أخذ مكانه قبيل بدء الجلسة في الصفوف الوسطى للقاعة بالمكان المخصص للدفاع، ووضع مذكرته الكتابية التي كان سيقدمها ضمن الدفوع الشكلية، فهو ضمن دفاع بوعشرين، كان يبدو منشرحا وهو يتحدث لهذا وذاك عن ضرورة إثارة الدفوع بشكل قانوني مضبوط.. لكن مع انطلاق الجلسة انطلقت المناوشات، من جهة بين دفاع بوعشرين بزعامة النقيب زيان والمحاميان عبد الصمد الادريسي وإسحاق شارية، وبدا صوت القانون خافتا رغم محاولات المحامي السهلي الالتزام بموضوع الدعوى العمومية، ومن جهة ثانية كان الهجوم المضاد من دفاع الضحايا والمصرحات..

توقفت الجلسة لأكثر من مرة، وتحولت لفضاء بعيد كل البعد عن جلسة لرجال القانون، ولم تنفع التنبيهات المتكررة لرئيس الهيئة، وعوض المصطلحات القانونية ارتفعت المصطلحات النابية والقدحية سواء فيما بين المحامين أو من بعض دفاع بوعشرين في مواجهة ممثل النيابة العامة، والتي عرفت أوجها حين خاطبه الإدريسي بالقول: "خاصك ترجع تقرا!"، وهو ما اعتبره محامون بالوقاحة..

ورغم هذه الأجواء غير اللائقة، كان النقيب أوعمو يمني النفس أن في الأفق أملا لتقديم مداخلته المتعلقة بإثارة الدفوع الشكلية، ولأن الفوضى كانت هي السائدة، فلم يكلف أحد من دفاع بوعشرين بأن يعطي فرصة لصوت العقل والقانون بالإذن للنقيب أوعمو بتناول الكلمة، كما يستلزم ذلك الاحترام الواجب النقباء ضمن أعراف مهنة المحاماة..

انتهت الجلسة بعد أن قرر رئيسها تأجيل الملف ليوم الأربعاء 11 أبريل 2018، وظل شيء من حتى لدى النقيب أوعمو، "هذا عبث" رددها أكثر من مرة وهو ينزع بذلته السوداء، خارجا من القاعة 7، مضيفا، "يستحيل أن أعود مرة أخرى لأكون شاهدا على هذا العبث، هل هذا هو النموذج الذي نقدمه لجيل المحاماة الصاعد! إنه العبث".

أعاد النقيب أوعمو، مذكرته المكتوبة التي كان ينوي تقديمها لرئاسة الهيأة، وقطع على نفسه وعدا ألا يعود مرة ثانية..