الأحد 19 مايو 2024
مجتمع

ليس محمد الوحداني بـ"الماتامار" ولا ابراهيم بوليد بـ"البولترون".. بداية الكونتروفيس الباعمراني

 
 
ليس محمد الوحداني بـ"الماتامار" ولا ابراهيم بوليد بـ"البولترون".. بداية الكونتروفيس الباعمراني

بدأ المناضل والسياسي الباعمراني، الرئيس السابق لبلدية سيدي افني وأحد الوجوه البارزة في التنظيم الأسطوري "سكريتارية سيدي اإفني"، كتابة ما اجترح تسميته بـ"السر". السر الذي قرر السي محمد كشفه كتابة ما نحا للعطشى الإرتواء من ماء الثقافة (الكتابة) بعد أن أصبح عطش الطبيعة (الشفاهة في الكلام عن التاريخ والسياسة والذاكرة) هو السائد، ناشرا جناحيه كما عقاب جيف في محمية سيرينكيتي ينتظر نفوق عجل جاموس أخفق مروره إلى الضفة الأخرى من النهر.

بدأ المناضل والسياسي محمد الوحداني بكتابة سره الذي لم يعد يريده سرا، فأطلقه في الناس يرعى بعد أن كان خادرا في نفسه كما فواقة في حنجرة رضيع.

وما محمد الوحداني إلا رضيع لم يعرف عنه أبدا انه استغيل بعد الفطام.. لسبب بسيط؛ فالرجل لم يكبر أبدا وظل ذاك الصغير الذي يرى الأشياء بعيون الملائكة.. بعيون آيت باعمران.. هذا المكان الخرافي الذي يعلم كل آكاديمي باحث، نسيان عدته النظرية وتسليم نفسه لضيافة الدرس اليومي ..

ألم يتفاجئ البحاثة الإسبان بغياب مفهوم "الغريب" عن قبائل آيت باعمران؟

ألا يجاور مفهوم "الضيافة" في عموم قبائل أيت باعمران مفهومه الإنساني كما عند جورج شتينر؟

ألم يتفا جئ الإثنولوجي رومان سيمينيل من الإستعمال البيئي للنسب الشريف في منطقة آيت باعمران..

هنا يستعمل النسب الشريف لحماية الأرض من التجزيء. ولحماية البيئة والغابة من كل جور بشري.. عكس استعماله في باقي مناطق المغرب. حيث يخضع لممارسة خلدونية لتكوين العُصبة والعصبية واللحمة الدينية من أجل الغلبة والقهر والتملك..

من ينظر إلى وجه المناضل محمد الوحداني الطفولي يتعزز جسمه بهرمون الإوكسايتوسين؛ لهذا لا يمكن للناظر إليه إلا أن يحبه أن كان موقفه منه .. أتجرأ وأسحب الملاحظة على عموم سمياء الوجوه الباعمرانية.. يحضرني وجه الكاتب محمد أنفلوس. عبد الوهاب بلفقيه. محمد سالم الطالبي. ابراهيم بوليد. رشيد بوقسيم..

أزعم وأكاد أن افعل أن الدولة في تعاملها مع قبائل آيت باعمران تقف موقف الصياد من حيوان الباندا الودود. يريد صيده غير أن الباندا البريء يقدم من الحجج أشدها خجلا وافتراسا للنفس لغير العامل بها. إنه مخلوق يقدم لغريمه الصياد ما يسميه علماء الإيتولوجيا والأحياء النمائي استدامة المرحلة الطفولية.

آيت باعمران باندا بريئة .. إنها طفل هانس كريستيان أندرسون في حكاية ملابس الإمبراطور الجديدة.. الذي قال الحقيقة للملك بعد أن استغفله خياطان محتالان..

قال الحقيقة للملك..

لكن لا أحد تساءل عن مصير الطفل الذي كشف عن السر. سر تواطئ الجميع  على إخفاءه عن الملك.. وحده قارئ كبير اسمه ألبرتو مانغويل فعل..

عبد الفتاح كيليطو النسخة المغربية من ألبرتو ما نغويل لم يتساءل عن مصير أي طفل قال الحقيقة للملك..

ولا عتب..

فالروائيون المغاربة لم يثقوا حتى في سيرهم.. بكلامهم وهم صغار.. قوّلوا طفولتهم كلام الكبار.. فكانوا كبعض المخرجين الذين يستعينون ب " رجال ضئيلي الحجم " لأداء دور الأطفال..

بعض الشخصيات ولو أنها روائية من صنع الخيال لابد أن نتساءل عن مصيرها. ولا بد من إنشاء مؤسسات لجبر الضرر الذي لحق بها.. أو البحث لها عن قبر إن غيبت قسرا عن الوجود.

محمد الوحداني طفل في المخيال وفي الواقع رجل (لنتذكر يوم كان رئيسا لبلدية سيدي افني. تعاقد مع طارق القباج ريئس بلدية آكادير بدعوى أن القباج طفل له مزية الحلم).. بدأ في كتابة سره.. وله في ذالك كل المزايا.. مزية التثبيت كتابة للإشهاد والشهادة..

 لم ينتظر شيخوخة وزوال وقت..لم يُقَهْوِجْ شهادته. بذالك أبعدها عن النميمة. أخذ نفسا وأنزلها كتابة..

إنه يدعونا لمشاركته في لحظية كتابته. يريد لها تزمينا آنيا.. وليس استعادة ماضوية.. وهو يدعو إلى "لَمَّة أيادي".. للتعقيب على المتن..يستضيفنا السي محمد في متنه.. لـ"نَتَمَوْنَكَ" ( كلمة حسانية تفيد الجلوس بحميمية ). 

ليس محمد الوحداني بـ"الماتامار". إنه طفل شجاع.. فلا يزعمن أحد أنه "مبعوث" أو"مرسل". وليس ابراهيم بوليد وهو أول اسم ذي شأن (أصغر رئيس مجلس اقليمي في المغرب / مجلس اقليم سيدي إفني) ذكر في أول سر السي محمد بـ"البولترون".. فلا يحتاج إلى بناء السمعة عبر بيانات المساندة.. كما لا يحتاج إلى مناصرة إعلامية – أخوية..

بداية الكونتروفيس الباعمراني Controverse Ba’amranienne أكتب. جادل. وثِّقْ..

لا لقهوجة الكلام..

أول منطقة في مغربنا المعيوش تنتقل من الطبيعة (شفاهية القول في خلاف ما) إلى الثقافة (تقديم توثيق مكتوب عن الخلاف).

حيا على مبادرة المناضل السي محمد الوحداني..