الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

رحاب محمد الحبيب: الصحراء لا تحتاج اليوم لمن يدس السم في العسل يا ولد الرشيد!

رحاب محمد الحبيب: الصحراء لا تحتاج اليوم لمن يدس السم في العسل يا ولد الرشيد! رحاب محمد الحبيب

تصريح ولد الرشيد بضرورة إحداث عمالة بير الحلو، هو تصريح برغماتي نفعي لا وطني. وأدق وصف يمكن إعطاؤه للتصريح هو أنه كمن يدس السم في العسل، إنه أقرب لأن يكون ابتزازا أكثر مما هو دفاع عن المصالح الوطنية. فهو كمن يطالب بمزيد من العطايا في أشد الظروف حرجا.

قضية الصحراء لا تحتاج لخطاب نفعي، بل تحتاج شجاعة في إقناع الصحراويين سواء المقيمين في الصحراء أو في مخيمات تندوف بالمشروع الوطني، مشروع الحكم الذاتي. قضية الصحراء تحتاج لتغيير العقليات الاقصائية وإشراك أبناء الوطن في الحلول وتوفير فرص العيش الكريم للمواطنين.

كيف يمكننا أن نقنع الصحراويين في مخيمات تندوف بمستقبل زاهر وهم يرون أبناء عمومتهم يعتصمون في أعالي البنايات وفي الشوارع !!!!!!

لسنا في حاجة لعمالات، نحن في حاجة لعدالة حقيقة من داخل الصحراء.

يجب أن نتحدث بمنطق بعيد عن المقاربة العدائية ويجب أن نستحضر صيرورة التغيرات التي عاشها المغرب تحت حكم جلالة الملك، خاصة المبادرة الملكية في الحكم الذاتي. فإلغاء مكون الصحراويين اللاجئين في مخيمات تندوف غير صائب من وجهة نظري فهم معنيون مثلنا بالمبادرة الملكية، ثم إننا لسنا مجبرين على إقناع العالم بأسره، يكفينا أن نقنع أبناء عمومتنا بمصداقية مبادرتنا والقطع مع خطاب التخوين والارتزاق الذي يؤجج الكراهية.

يجب أن نتجاوز قيادة البوليساريو ونصنع علاقة تطبيع عادية مع الصحراويين في مخيمات تندوف ونقوي صوتهم من داخل المخيمات على حساب صوت المهيمن الجزائري، الذي ظل لعقود يرسخ العداء والكراهية في نفوسهم تجاه المغرب.

حين نقدم لأنفسنا ولهم مصالحة حقيقية وإشراك في تسيير الجهوية المتقدمة، حينها نكون قد طوينا صفحة طويلة جدا من صراع مفتعل، وحققنا انتصارا في بناء تاريخنا الممتد طوال 12 قرن.

- رحاب محمد الحبيب، مستشار جماعي وفاعل سياسي