السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

معنينو يحسم جدل مصالحة الإعلام والتاريخ بضمانات "أيام زمان" (مع فيديو)

معنينو يحسم جدل مصالحة الإعلام والتاريخ بضمانات "أيام زمان" (مع فيديو) الصديق معنينو (الثاني من اليسار) إلى جانبه معروف الدفالي (يسارا) وحسن حبيبي (يمينا)

لو كان الجماد يتحدث، لنطق مدرج إدريس الشرايبي، يوم الأربعاء 4 أبريل 2018، شاكرا من سخروا كل أسباب استضافته لإعلامي من طينة محمد الصديق معنينو. ولعبَّر عن مزيد فخره بالانتماء لكلية عين الشق التي حباها الله بمسلك للصحافة والإعلام دأب على اقتناص كل ما من شأنه أن يشكل درجا في سُلم تجديد التواصل الهادف، كما لن يتأخر أيضا في تخصيص شتى معاني التقدير لمؤسسة عبد الهادي بوطالب وما تبذله من جهد للغاية ذاتها.

لكن، وبعيدا عن المتمنيات التي لا تُدرَك، كان العوض في ارتسامات من حضروا، إن أساتذة جامعيين أو مهتمين باحثين أو فاعلين اجتماعيين أو طلبة، يسكنهم شغف تلمس مسارات الرواد كمراجع في طريق الاقتداء. إذ كان الإجماع منهم على قيمة الحدث، وبصمته التي لا تخطئها عين في ربط الأمس باللحظة المعاشة، خاصة وأن الخلفية تعود لتجربة عقود صاغها الصديق معنينو في سلسلة اختار لها عنوان "أيام زمان"، وكان آخر أجزائها الأربعة، لحد الآن، "السنوات العجاف".

وفي هذا الصدد، أشار الدكتور حسن حبيبي، رئيس مسلك الصحافة والإعلام، إلى أنه وبرغم عديد اللقاءات التي أشرف على تنظيمها الأخير، يبقى الاحتفاء بمحمد الصديق معنينو ذا صبغة متميزة، حتى أنه ومن مكر الصدف تزامنت دعوة هذا الرمز المترسخة صورته لدى كثير المغاربة من خلال حدث المسيرة الخضراء، (تزامنت) مع ما يشهده ملف القضية الوطنية من تطورات. الأمر الذي حقن اللقاء بشحنة نضالية، يضيف الدكتور حبيبي، لم تكن إلا تعرج ولو بطريقة غير مباشرة على كيفية تقمصه لدور حكاء شعبي بين دفتي سلسلته، بأسلوب تطبعه السلاسة وعمق المعنى جال بهما بين عدة مشارب فاقت التوقعات. لينتهي، يقول رئيس مسلك الصحافة والإعلام، إلى منجز مزج ما بين المعطى الإعلامي والثقافي والتاريخي، بل قاد من زاوية أخرى إلى فتح منعطف يشرع أبوابه أمام طرح أسئلة حاسمة من ماضي المغرب الحديث حول ماهية الصحافة وربما ماهية التاريخ.

ومن جهته، انطلق معروف الدفالي، أستاذ شعبة التاريخ بكلية عين الشق، مما ختم به الأستاذ حبيبي، إذ أكد على تواصل النقاش حول العلاقة بين التاريخ والصحافة لمدة طويلة، فيما كان اهتمام الجامعة المغربية إبان السنين الأخيرة ملحوظا بالفترات التاريخية القريبة، أي تاريخ الزمن الراهن. وفيه، يزيد معروف الدفالي، أصبحت الصحافة مصدرا رئيسيا للباحث ومن ثمة انتفاء الإشكال بفعل أن أصبح الصحافي مؤرخا آنيا، والمؤرخ هو الذي يعود إلى ما كتبه الصحافي لإعادة تركيبه من خلال المقارنة.

أما مجيد بوطالب، رئيس مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري، فقد لفت إلى أن "أيام زمان" تختزل جملة من المراحل التاريخية الممتدة لعدة عقود كان خلالها الاستاذ معنينو فاعلا إعلاميا ومراقبا للأحداث، كما متابعا لها سواء بخصوص المعلوم منها أو ما يدور في الكواليس والجلسات الخاصة. حيث، حسب الدفالي دائما، وبقدر ما يتحدث معنينو عن مساره الشخصي بقدر ما يتطرق إلى أهم الوقائع السياسية والاجتماعية التي طبعت هذه المراحل بنوع من الجرأة وبعد النظر الذي يربط بين الذكريات الشخصية وما يتصل بها من أحداث كشاهد تخرج من مدرسة الوالد المجاهد الحاج أحمد معنينو.

ولأن ما من إعجاب عام إلا وتخلله انبهار خاص، أقر رئيس منتدى المواطنة، عبد العالي مستور، بأن أول ما أثاره في مؤلفات محمد الصديق معنينو هو ما تفيض به من حس إنساني تراخى ليشمل والديه وأسرته والحي والمدن وأصدقائه والدولة والملكية والصحراء وفلسطين.. كما قدمت معنينو، يكشف مستور، كمواطن وطني مثقف، يؤمن ويحترم قيم شعبه وقدراته وأكله وأثاثه، وكإعلامي عضوي كرس حياته للدفاع عن قدسية هويته الأساسية بعد أن وظفها في تفتيت خبايا علاقاته على بساط الرصد والتسجيل، المواكبة والربط، التحليل  والمراقبة، فالتثقيف والتوعية، إلى جانب الحوار الممتع.

رابط الفيديو هنا