الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: مخطئ من يعتقد أنه أكبر من الوطن

محمد عطيف: مخطئ من يعتقد أنه أكبر من الوطن محمد عطيف

بين الأمس واليوم، بين واقعنا الحالي والأمل في غد أفضل، نحتاج كثيرا من العمل، نحتاج الشعور بأننا جميعا في مركب واحد، بأيدينا نبلغ بر الأمان، وبأيدينا نتجه صوب العواصف العاتية.

مخطئ من يعتقد أن بإمكانه أن يهرب من المركب وقت الخطر ويتجه إلى مركب آخر -وطن آخر غير وطنه- فالوطن يسكننا قبل أن نسكنه .

مخطئ من يعتقد أنه أذكى من الآخرين وأكبر من الوطن، يتحايل وينصب عليهم وعليه من أجل مراكمة الثروة على حساب شعب كامل، يكد من أجل توفير أبسط شروط العيش الكريم .

مخطئ من يقول أنا وبعدي الطوفان، لأن الطوفان الحقيقي هو طوفان النفس عندما يعود إليها بعض الشعور، وطوفان الضمير عندما يصحا، ولو متأخرا .

مخطئ من يعتقد أن دفيء الكراسي الوثيرة والامتيازات الكثيرة سيدومان ما دام أصحابهما، ويكفي أن نلقي نظرة بسيطة على ما جرى ويجري ببلادنا وحولها لنقف على خطئنا .

مخطئ من يضرب بعرض الحائط كل القوانين والحقوق متعاملا بتعال وغرور، ومعتقدا أن الشعب المغربي في سبات عميق. فالشعب المغربي، كما قال الفقيد عبد الرحيم بوعبيد "ليس شعبا من العبيد، بل هو شعب الأحرار الذين حرروا البلاد من الاستعمار"، وسيحررونه من الظلم ومن الاستغلال والاستعباد.

مخطئ من لا يقرأ التاريخ جيدا، تاريخنا المعاصر الذي لا يتعدى ستة عقود منذ استقلال بلادنا، لكي يدرك كم هو صغير أمام رجال كبار وعظام مروا من هنا وتركوا لنا تاريخا حافلا بالأمجاد، ومليئا بالقيم النبيلة التي بدأنا نفقدها الواحدة تلو الأخرى، وتركوا لنا رسالة أتمنى أن نجيد قراءتها قبل التفكير في بلورتها أفكارا ومواقف نضالية نتوجه بواسطتها نحو التغيير المنشود .

مخطئ من يعتقد أن شعبنا غير مؤهل لممارسة الديمقراطية، وأنه ما زال في حاجة إلى من يأخذ بيده -تماما كالطفل الصغير حين يتعلم المشي- والحاجة من وجهة نظرهم هنا هي التحكم في الانتخابات وفي نتائجها، وإن اقتضى الأمر ذلك، بتزويرها. وهنا أيضا أستشهد بمقولة للفقيد عبد الرحيم بوعبيد جاء فيها "لا يمكن لأي شعب أن يتعلم الديمقراطية إلا إذا مارسها".

فكفوا عنا مغالطاتكم، واتركونا نبني غدنا وغد أبنائنا بالطريقة التي تضمن لنا عيشا كريما في وطن ينعم بالحرية والديمقراطية، وطن نساهم جميعا في بنائه وتنميته ونتقاسم جميعا خيراته، دون ميز أو استغلال.