السبت 4 مايو 2024
مجتمع

هكذا يتحايل الكادحون باصطياف "شق الأنفس" للانضمام عنوة إلى قافلة "المصيفين"

هكذا يتحايل الكادحون باصطياف "شق الأنفس" للانضمام عنوة إلى قافلة "المصيفين"

هل لنا نحن المغاربة تقاليد الترفيه؟ ثم هل للمواطنين تربية حيال العطل تفرض عليهم الامتثال لمفهوم أفق التوقع؟ سؤالان يحملان في طياتهما، ربما، صفة الاتهام والإدانة غير المباشرين على كوننا لا نعير اهتماما كافيا لهذه الفترة من السنة ودلالاتها، وأن شريحة واسعة من مجتمعنا لم تتعود على الاندماج في طقوس الإجازة بشكل يليق بما بذلته خلال أزيد من 10 شهور من جهد وكد. خاصة وأن تلك الاستفسارات جاءت بإيعاز من دراسة ميدانية أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، والتي أقرت بأن 4 في المئة هي فقط نسبة نفقات المغاربة على الترفيه، مقابل 40 في المئة على الأكل، يليها السكن بنسبة 20 في المئة ثم النقل والمواصلات بما يقارب 12 في المئة. ومع ذلك يظل التحايل منفذا لا مفر منه للطبقة المتوسطة تحديدا لغاية اغتيال الغبن والإحساس بالدونية. ومن ثمة، الانضمام عنوة إلى قافلة "المصيفينّ".

وفي هذا الصدد يقول المحلل الإجتماعي عبد الرحيم العطري، بأن المواطن المغربي عموما يحرص على قضاء العطلة بكل السبل ولا تهمه الجودة. وأغلب ما يشغله هو أن يعرف أنه قضى عطلته من قبل أفراد عائلته المحيطين به أو أصدقائه. مع أن الشيء الأساسي في هذا الأمر، يضيف العطري، هو أن العطلة تتميز لدينا في المغرب بثلاث مستويات. فهناك الاصطياف عالي الكعب الذي يظل حكرا على الطبقة الراقية، والذين يتوجهون بالأساس نحو فيلاتهم البحرية أو الجبلية أو مباشرة نحو الفنادق الفاخرة. وهناك اصطياف في حدود المتوسط تمارسه الأسر متوسطة الدخل، والتي تشكل في الغالبية العظمى من الموظفين. وهؤلاء يتوجهون في غالب الأحيان نحو مخيمات الاصطياف أو يلجؤون إلى كراء الشقق في المدن الساحلية. أما الصنف الثالث فيمكن وصفه بأنه اصطياف "شق الأنفس"، يمتهنه أناس قادمون من دنيا الفاقة والتهميش، ورغبة منهم في الهروب من حرارة المناطق الداخلية أو فقط من أجل تغيير الأجواء. ولهذا يختارون أقل السبل تكلفة لغاية تمضية الصيف سواء بالحلول ضيوفا على الأهل والأحباب، أو الالتحاق بالمخيمات الشعبية والمزارات والمواسم.