لم يدع الأمين بوخبزة الفرصة تمر دون أن يتلقفها ويستغلها لصالحه في صراع الإخوة الأعداء داخل حزب العدالة بتطوان.
فالأمين بوخبزة الذي كان يؤدي مناسك العمرة، والذي كان عقله وقلبه في تطوان وليس خاشعا لله عز وجل، حيث كان يتابع كل صغيرة وكبيرة بتطوان، بل وتتبع مخرجات ومداولات لجنة الترشيحات الإقليمية، التي أشرف عليها عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية محمد يتيم، والذي أوصى بعدم تسريب المداولات وإقتراحات لجنة الترشيحات إلى غاية مصادقة الأمانة العامة للحزب عليها.
وإذا كانت لجنة الترشيحات الإقليمية، حسب ما سرب، قد إختارت كلا من عادل وبنونة ومحمد إدعمار للمنافسة على وكالة لائحة "المصباح" بدائرة تطوان، وأحالت مداولاتها على الأمانة العامة للحزب قصد البث النهائي فيها، انسجاما مع قرار المجلس الوطني الأخير للحزب، الذي أقر مسطرة الترشيح، و كيفية التداول في إختيار المرشحين، والذي جعلها مرهونة بموافقة ومصادقة المانة العامة للحزب بعد التداول فيها محليا وإقليميا، فإن الأمين بوخبزة رأى في هذه المسطرة إضعافا له و لتياره داخل الحزب بتطوان.
فالأمين يعي كل الوعي، أن الأمانة العامة للحزب، لا يمكنها الخروج عن إسم محمد إدعمار كوكيل للائحة "المصباح" بدائرة تطوان، أولا لأن الرجل يشغل منصب برلماني للحزب ورئيسا للجماعة بتطوان، هذا إلى أن إدعمار حقق ما عجز عنه الأمين عندما حاز مقعدين برلمانيين بمدينة تطوان، وثانيا لكون لجنة الترشيحات الإقليمية قدمت إسمين للمنافسة على قيادة اللائحة ومن ضمنهما ورد إسم البرلماني إدعمار، وبالتالي لا يمكن إزاحته من وكالة اللائحة بتطوان، وإلا سيكون القرار بمثابة رسالة عن عدم رضى الحزب عن أدائه البرلماني والتسيير الجماعي بمدينة تطوان، وهو ما قد يكون خطأ سياسيا وانتخابيا.
ولأن الأمين يعي تمام الوعي، أن منافسه و عدوه بالحزب، يتوفر على مكانة ووضع اعتباري داخل الأمانة العامة للحزب، فقد إختار الفرصة لكي يرسل الإشارات القوية لزملائه وأقرانه بالأمانة العامة، مفاذها أنه يمهد لعصيان و تمرد داخلي، في حال الخروج عن “الديمقارطية الداخلية” حسب فهمه، بل الإشارة القوية من خرجته الإعلامية الأخيرة، والتي شحنها بين الأسطر، أنه لن يدعم إدعمار إذا ما إختارته الأمانة العامة، وسيكون في حل من أمر الحملة الإنتخابية، و قد يعاكس توجهات الحزب بالمدينة.
فالأمين بخرجته الإعلامية لا يستهدف الرأي العام المحلي بتطوان، ولا حتى الرأي العام الحزبي بالمدينة، بل يستهدف خلانه في الأمانة العامة للحزب، من أجل نصرته في صراعه مع عدوه الحزبي بتطوان، وأما الديمقراطية الداخلية التي يدعيها في خرجته الإعلامية، فهو يعي أنها مقرونة و ملازمة لقرار و رأي الأمانة العامة للحزب، وأن قرارها جزء من الديمقراطية الداخلية.