لم يجدد رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي بُدا من الخضوع للضغوطات التي مارستها فئران البرلمان، وهي تهاجم مقر الأخير بمختلف مرافقه لتعيث فيه خرابا. إذ وجد نفسه مجبرا، ومن غير مجال لعقد جلسات اللجان أو إحالة الملف على رؤساء الفرق لتداوله في لقاءات مغلقة، (مجبرا) على اقتحام ميزانية المجلس المقدرة في 40 مليار سنتيم، ليقتص منها ما قدره 16 مليون سنتيم لمحاربة هذا الفريق "الجرذاني" المعارض وتنحيته إلى الأبد حتى لا يطل بداية الولاية التشريعية المقبلة، ويشوش بنعراته على السير العادي للأشغال.
وبالتالي، سارع الطالبي العلمي إلى إمضاء الصفقة لاقتناء مبيدات المكافحة في النزع الأخير من دورة أبريل المختتمة أول أمس الأربعاء، وهو يعلم بأن هؤلاء الخصوم لا يعرفون شيئا اسمه العطلة أو حتى الغياب، ولا النوم أثناء الجلسات، أو اللعب بـ"البورطابلات"، ولا 200 مليون سنتيم لتجديد مكاتب مجلسهم. وبدل تعرية بطونهم يعرون فقط على أسنانهم لقضم ما وجدوه أمامهم، لذلك لا يحتاجون 800 درهم لكل فأر منهم حتى يحجز غرفة بفندق من أجل "التحزار" للحضور أو سيارات فارهة للتنقل، بل يتدبرون أمرهم حتى من غير تقاعد "سمين" منهش من عرق بني جلدتهم. وذلك كله عن طواعية وطيبب خاطر خدمة لصالحهم العام.