الجمعة 3 مايو 2024
مجتمع

"صلة الرحم" في الصيف.. محبة لوجه الله أم خطة "هجومية" للاصطياف بأقل التكاليف؟

"صلة الرحم" في الصيف.. محبة لوجه الله أم خطة "هجومية" للاصطياف بأقل التكاليف؟

ونحن نعيش أجواء فصل الصيف. أجواء العطلة والمتعة الترفيهية بكل ما ترمز إليه من تفاوت في مستوى قضاءها بين مختلف الشرائح. تتسع على خلفية ذلك أو تضيق الدائرة الشاملة لقائمة المؤهلين لحمل لقب "العطلة للجميع". وتتم بالمقابل غربلة الفئة الأقل حظا لتحيا مصيرها المألوف والمتعايشة معه أصلا. وكما كان، مازال الصيف يشكل فعلا الجمع الذي يؤلف ما تفرق من أهل وأحباب على مر شهور، بل المناسبة التي تتيح الفرصة لمنح مفهوم "صلة الرحم" أبعادا أخرى قد تلتقي عند المثل الشائع "حجة وزيارة" من منطلق تخفي أسر كثيرة وراء ذريعة الرغبة في أنس الأقارب لقضاء مآرب أخرى.

لم تخف فتيحة سكوري، موظفة، انشغالها بالهاجس الذي يسكنها هذه الأيام عن الكيفية التي ستسلكها لهدف مصاحبة ابنتيها إلى فضاء استجمامي يتناسب والنتائج الجيدة التي حصلتا عليها نهاية الموسم الدراسي. فهذه السيدة المطلقة والتي تتقاضى مبلغ 3000 درهم آخر كل شهر، وجدت نفسها، كما قالت، بين مجموعة من "المطارق" الناتجة عن النفقات المرهقة التي لا تتوقف، بحيث لا تملك لحد الآن أي فكرة لتوفير ما تحتاجه العطلة الصيفية.

وقبل توديع هذه المرأة الشمالية الأصل، أسرت بأن أقرب الحلول إلى قرارها لحد اللحظة هو الذهاب عند شقيقتها بمدينة تطوان، لأن من شأن ذلك أن يقلص نسبيا من حجم النفقات ويفي مع ذلك بغرض تغيير الأجواء الذي هو الهدف الأول من العطل عموما.

وعلى صعيد الأسر التي تعتبر العطلة جحيما فعليا لها بسبب أن أفرادها لا يتمتعون بأية راحة، ويكونون فقط وسيلة لقضاء أشخاص آخرين إجازة ممتعة على حسابهم الخاص. بدا الاستياء على أحمد الذي لم يتردد في التعبير عن غيضه بمجرد التطرق إلى طريقة قضائه الإجازة السنوية. فالرجل متضايق جدا من أن شقته الصغيرة تتحول خلال فصل الصيف إلى فضاء للتخييم، حيث يستضيف مجبرا أقارب زوجته ويتعين عليه الترحيب بهؤلاء الزوار مع ما يتطلبه ذلك من القيام بواجب الضيافة والسهر على راحتهم. وعبثا حاول أحمد إخفاء تعابير الغضب من العادة التي تتكرر كل سنة، لكن زوجته تتحرج دائما من مفاتحة أهلها في الموضوع، وتحاول إقناعه بأن ذلك يدخل ضمن الواجبات العائلية التي ينبغي القيام بها، وأنها مشكلة ستختفي بمجرد انتهاء فصل الصيف.