السبت 20 إبريل 2024
سياسة

الداخلية تكشف زيف ادعاء الراكبين على غرق الشاوي وابنه وتصفتهم بالاستغلاليين السياسويين

الداخلية تكشف زيف ادعاء الراكبين على غرق الشاوي وابنه وتصفتهم بالاستغلاليين السياسويين

يوما بعد آخر، وحادث تلو الثاني، يتأكد الانسياق الفج الذي صار يحكم بعض التربصات الحزبية، ومحاولة اقتناصها لأي طارئ لغرض الركوب عليه من أجل أهداف انتخابوية مفضوحة. حتى وإن كان هذا "المحمل" مأساويا ولا يحتمل أصلا تكالب نوايا ملوثة دخيلة عليه.

ولعل ما جاء في بلاغ وزارة الداخلية اليوم الإثنين فاتح غشت، تتوفر "أنفاس بريس" على نظير له، يعطي الدليل على تمادي تلك الخبطات السياسوية والفقيدة الصواب في انزلاقاتها. بعد أن فعل حزب كل ما من شأنه أن يزيغ مجرى البحث في وفاة المسميان قيد حياتهما الشاوي الحبيب وابنه محمد، عن مساره، خاصة وأن نتائج التشريح أظهرت، كما أكد البلاغ، على أن الوفاة ناتجة عن الغرق في مياه قناة للري بجماعة عرب الصباح زيز بدائرة أرفود، في إشارة ضمنية إلى أن السبب لا علاقة له من قريب أو بعيد مما يراد ادعاؤه من قبل الجهة المشككة.

ومن هذه الخلفية، شدد البلاغ على وضوح المرجع الملغوم لجهات سياسية دفع بها إلى حد تكذيب نتائج التشريح، وتحريض عائلة الراحلين على عدم تسلم الجثتتين قصد دفنهما. بمعنى  أن الواقفين وراء هذه العراقيل المجانية يؤمنون بأنه "طارت معزة نزل عتروس" فإن في الملف خبايا، وأنهم ذوي الحل في اكتشافها، ولوجه الله، طالما أن ظلمتها التي يزعمون، لا تنير حقيقتها سوى مصابيحهم الوجلة.

وفي هذا السياق، لابد وأن كل من سمع الخطاب الملكي الأخير لعيد العرش مازال يرن في أذنه ذلك التنبيه المدوي لأعلى سلطة في البلاد، والذي نهى فيه عن محاولات الركوب على الوطن لبلوغ أهداف سياسوية ضيقة. وبالتالي، بما أن الشيء بالشيء يذكر، أتى بلاغ الداخلية ليعيد الكَرة وإن بصيغة "كفى من الركوب على مآسي الناس وأحداثهم العرضية لجعل من الحبة قبة"، مع النبش في الواضحات لتحويلها إلى قضايا يبقى الوطن، في أمس الحاجة، لبديل عن الانشغال بها في سبيل الاهتمام فيما هو أهم وأجدى. وعوض استغراق الوقت والجهد للصيد في الماء العكر، الترفع للاقتناع بأن ما كان مستقيما سيظل مستقيما ولو أراد البعض بأن يبدو ظله أعوجا.