Wednesday 7 May 2025
سياسة

في انتظار الخطاب الملكي.. وحتى لا يتم السقوط مجددا في مطب كثرة العبر وقلة الاعتبار

في انتظار الخطاب الملكي.. وحتى لا يتم السقوط مجددا في مطب كثرة العبر وقلة الاعتبار

ونحن على بعد نحو 45 دقيقة من إلقاء الملك محمد السادس خطابه المرتقب بمناسبة عيد العرش، لابد وأن تستفزنا سرعة البرق التي مرت بها الـ17 سنة الأخيرة، إنما في المقابل ما تحتاجه أيضا من وقفات متأنية قد لا تعسف معها كفاية الـ 24 ساعة التي تشكل يومنا العادي.

ولعل ما يميز هذه الذكرى كونها تختزل جميع ما يخلده المغرب من ذكريات على مدار السنة، باعتبارها تضم خلاصة ما أنجز على كافة المستويات سواء همت الشباب أو النساء أو الطبقة الشغيلة أو حتى ما يرتبط بأم قضايانا الوطنية، قضية الصحراء المغربية، التي عرفت تقلبات جديرة بالدراسة والتمحيص في الآونة الأخيرة تحديدا، وأيضا ما يتربص البلد من مكر إرهابي لا يترك فرصة إلا وتحين تهديد أمنه واستقراره.

لذلك، وبقراءتنا لمختلف الخطب الملكية السابقة ومدى الرسائل التي أبرقتها للشعب بشتى مكوناته، نجد بأن القليل منها هو ما تم التقاطه عل الرغم من وضوحها وانتقائها لأبلغ الطرق في التوجيه. الأمر الذي بقيت معه أوضاع عدة عل حالها وفي بعد تام عما ترجاه الملك، اللهم تلك المبادرات التي وقف بشخصه على تنفيذيها بمزيد الرعاية والمتابعة.

ومن هذا المنطلق، يلاحظ بأنه، وفي الوقت الذي حرص الملك على مسايرة الركب الذي ينحوه التوجه العالمي من تقدم، بقيت الفعاليات المسؤولة بالبلد متأخرة بشكل مخجل وفي لحظة شرود غير مبرر، بل وعلى خطى حلزونية لما هو مسطر بلوغه. هذا دون إغفال، بطبيعة الحال، ضلوع كافة من يحمل البطاقة الوطنية في تحصيل الحاصل التي نعيشه طالما أن الملف ملف وطني ولا حق لأحد في التنصل من شراكته إن كان رجلا أو امرأة، شابا أو بالغا، حرا أو بين قضبان الزنازن.

وفي هذا الصدد، كم حز في النفس أحداث مساء يوم الخميس 28 يوليوز 2016 التي فجعت لها إصلاحية سجن "عكاشة" بالدار البيضاء، التي ما كان لها أن تندلع في ظل السعي الدائم للملك لغرض أن تحظى هذه الفئة بكل ما تستحقه من حقوق وأكثر، وهي التي لا تفترق في منظور عاهل البلاد عن بقية أبناء الشعب، التي وكما هي اليوم تخضع لعقوبة مؤقتة ينتظر إدماجها غدا للإسهام في تحمل هم الوطن ومواطنيه من غير أي مركب نقص أو تمييز.

خطاب الملك إذن للساعة العاشرة من صباح اليوم، لا يستدعي فقط الإنصات وتجمهر القيادات السياسية أمام الشاشات الكبيرة، قبل تناسل التحاليل الروتينية المعتادة، ولكن التسابق إلى الفعل التطبيقي، والترجمة الحقيقية لما أشير إليه من مسارات التخطيط.. وكافانا من كثرة العبر وقلة الاعتبار.