"أيها القيمون الدينيون:هل ولاءكم لله وللإمام الأعظم أم للأحزاب؟".
هذا هو السؤال الذي أطر اللقاءات التي عقدتها مجموعة من المجالس العلمية بالمغرب مع القيمين الدينيين من أئمة وخطباء ومرشدين ومؤذنين ووعاظ استعدادا لاقتراع 7 أكتوبر 2016.
وحسب ما تناهى ل "أنفاس بريس"، فإن اللقاء تم على خلفية تنبيه الخطباء والأئمة والوعاظ وباقي القيمين من مغبة الانزلاق وراء توظيف الدين في اللعبة السياسية بحكم أن الدين لله، وبحكم أن الدين هو المشترك الوحيد بين المغاربة الواجب عدم تدنيسه من طرف الفاعل الحزبي.
وهذا ما جعل بعض الأصوات تتساءل: هل الصلاة وراء القيمين الدينيين المتحزبين حلال أم حرام؟ بالنظر إلى أن القيم الديني يستمد مركزه من تمثل الناس للدين كإيمان بين العبد والله عز وجل، وليس كمدخل لتجييش الناخبين واستمالة زبناء سياسيين نحو حزب معين.
وتعليقا على هذه الخطوة لم يتردد مجموعة من المراقبين الذين استأنست " أنفاس بريس" برأيهم، في القول أن هناك تخوفات مشروعة من احتمال انخراط مجموعة من العاملين في الحقل الديني في توظيف الدين في الانتخابات بسبب الاختراقات التي عرفتها بنيات الوزارة وبنيات مجالس علمية عديدة، بشكل يجعل من تلك اللقاءات الر سمية مجرد "صب الماء في الرمل"، اللهم - والكلام لمتتبع طلب عدم ذكر اسمه - اذا ظلت أعين الدولة يقظة وحذرة اتجاه كل انزلاق أو انخراط خطيب أو إمام أو واعظ مع هذا الحزب أو ذاك مع اتخاذ الاجراءات التأديبية المنصوص عليها قانونا لردع كل من تسول له نفسه تلويث المشترك الديني بنجاسة الأطماع السياسية لزعماء وقادة الهيآت السياسية.
وللإشارة فالمغرب يضم أزيد من 70 ألف قيم ديني، وهو " جيش" يسل لعاب بعض الأحزاب )خاصة حزب المصباح( في الاستقواء على بعضها في التدافع السياسي، مما يهدد أسس العيش المشترك. هذا الرقم لا يدمج قراء الأحزاب )الحزابة( الذي يقدد عددهم بعشرات الآلآف بمختلف مساجد المملكة وعددها حوالي 42 ألف مسجد وقاعة للصلاة.