الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

حسن برما: من واقع الحال.. حوافر ليست للمقبرة

حسن برما: من واقع الحال.. حوافر ليست للمقبرة

العفو على مغتصب أطفال المغرب، غرقى كولميم والنواحي، تآكل الطرقات وسقوط الجسور المغشوشة، انهيار المنازل فوق قاطنيها، شوهة الكراطة في عرس رياضي تابعته كل دول العالم، تهريب الأموال لباناما، محاربة المدرسة العمومية، توقيف قاض حاكم الفساد، تبرئة الفراع مبذر الملايير، تخصيص الملايير لشراء الكاط كاطات، الشروع في تحويل المغرب إلى مزبلة أوربا العجوز، تهريب الأشخاص المتسبيين في إثارة لغط الرعاع بإخراحهم من أبواب الوزارات ومنحهم مناصب أخرى أحسن من الأولى، السطو على أموال الموظفين والموظفات بالزيادة في الاقتطاعات وتمديد التقاعد حتى الموت، توظيف بنت مستر بين بالتحايل على شروط القبول والتخلص من صداع أولاد الشعب بسن التعاقد حفاظا على مصالح الباطرونا، تواطؤ ديناصورات النقابات في الحكومة والمعارضة، إفقار الفقير وإغناء الغني بالزيادة في تعويضات البارلمانيين والبرلمانيات النوام وتخصيص تقاعد مريح لهم دون موجب حق، بيع أراضي الدولة بجوج فرنك لخدام الدولة وعائلاتهم، تسريب لائحة المستفيدين من الحكومة والمعارضة لغرض في نفس الخبيث، وكل حقوق الإنسان ( التعليم ــ الصحة ــ الأمن ــ العمل ــ السكن ــ الثقافة ) في خبر كان .. وتطلبون مني الاقتناع بجدوى العملية الانتخابية .. سِرًوا اضحكوا على واحد آخر .

في فرنسا ــ تمثيلا لا حصرا ــ يستقيل الوزير إذا ما اشترى شقة عادية وسط باريس وضبط مستغلا لمنصبه الوزاري أو يملأ خزان سيارته ببطاقة الاعتماد المهنية، في كل الدول الديموقراطية حقا يستقيل المسؤول حتى قبل أن يقول القضاء كلمته .. أما عندنا نحن فما كاين غير السنطيحة وتخراج العينين والصمت اللمط حتى ولو ضبط المسؤول مستغلا لكل خيرات الوطن سارقا الصناديق العمومية والجواب الأبدي الجاهز هو اترك العاصفة حتى تمر وتمتع بما سرقت يمناك !!!

وكأني بفقهاء وقتنا المظلم يرددون على مسامع من ولدته أمه في خرقة محظوظة بيضاء: "لقد عيناك خادما من خدام الدولة وستكون مهمتك بمشيئة الله هي المعارضة وتعمار الشوارج ووضع الصابون البلدي للسذج والرعاع، وفي انتظار تبادل الأدوار، عيّناك أنت خادما مطيعا تدافع عن اللصوص والتماسيح وفقهاء الظلام من فوق كرسي الحكم وزعلولة الوزارة .. وقبل نهاية الخدمة سنجزل لكم العطاء ".

وحين خرجت المسيرات تندد بجريمة سرقة حكومة جوج فرنك للموظفين والموظفات ، واحتج الناس على غياب الأمن في ربوع الوطن وطالبوا بالأمان، وبعد أن أخذت التنسيقية ضد تخريب التقاعد طريقها الصحيح، وربما كانت نواة صلبة لما ينبغي أن يكون، هربوا إلى الأمام، اعطونا عظما معلوما بالضرورة .. وقالوا لنا هاكم لائحة خدام الدولة تلاهاوا فيها وبها .. ايوا وماذا بعد ؟!!! فين محاسبة المبذرين ومحاكمة إخوان الشياطين يا مستر بين وفين الإحساس بالأمان ؟!!!