الاثنين 25 نوفمبر 2024
جالية

الكنبوري : هناك جهات أصولية تدفع في اتجاه الصدام بين الدولة الفرنسية والمسلمين‎

الكنبوري : هناك جهات أصولية تدفع في اتجاه الصدام بين الدولة الفرنسية والمسلمين‎ ادريس الكنبوري
قال ادريس الكنبوري، الباحث في الشأن الديني، تعليقا على البيان الذي أصدره 100 مثقف بفرنسا، ضد الطائفية الدينية للمسلمين، ودفاعا عن العلمانية كمجال مشترك إن هذا البيان يأتي ردا على على تنامي النزعة الطائفية لبعض التيارات الإسلامية في فرنسا، مشيرا إلى أن هناك جهات في بعض التيارات الإسلامية تدفع في اتجاه الصدام بين الدولة الفرنسية والمسلمين، وخلق صراع حول العلمانية، التي تشكل في الحقيقة مكسبا كبيرا للمسلمين في فرنسا خصوصا وأوروبا عموما مثل الإخوان المسلمين والسلفيين، مضيفا أن فرنسا تستغل تلك الأصوات الشاذة التي لا تعكس الواقع العام للمسلمين هناك لكي تعيد النظر في وضعية الإسلام والمسلمين.
وفي سؤال لـ " أنفاس بريس " عن ما إذا كانت هذه الدعوة تخفي طموحات الدولة الفرنسية لبلورة إسلام خاص بفرنسا ومستقل عن تأثير البلدان الإسلامية قال الكنبوري " الرئيس الفرنسي أعلن مؤخرا فشل النموذج الفرنسي في إدارة ملف الإسلام في فرنسا، وفرنسا اليوم تسعى إلى إعادة هيكلة المجال الديني الإسلامي من أجل ضبطه أكثر، وخلق مؤسسات أخرى إلى جانب مجلس الديانة الفرنسية، والهدف طبعا هو الحيلولة دون تدخل بلدان عربية أو مسلمة في الإسلام الفرنسي، ولذلك شرعت باريس في تكوين أئمة فرنسيين حتى تتفادى مستقبلا جلب أئمة من البلدان العربية " .
وعن نظرة المجتمع الفرنسي لتنامي الديانة الإسلامية باعتبارها ثاني ديانة في فرنسا وهو المجتمع الذي لا يؤمن بالديمقراطية وبتدخل الدولة في المجال الديني قال الكنبوري لـ " أنفاس بريس " إن المسألة الديمغرافية تثير قلق فرنسا وأوروبا، مشيرا إلى أن هناك تقارير كثيرة صدرت في الأعوام الماضية حول ارتفاع عدد المسلمين من الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين، وارتفاع نسبة الخصوبة لدى النساء المسلمين مقارنة بالأوروبيات، إلى جانب صدور كتب تدق ناقوس الخطر من سيناريو تحول المسيحيين في بعض البلدان الأوروبية إلى أقلية أمام تزايد عدد المسلمين، منها الكتاب الشهير للباحث البريطاني كريستوفر كالدويل؛ تحت عنوان " ثورة تحت أعيننا: كسيف يغير الإسلام فرنسا وأوروبا ؟ " والذي رسم فيه سيناريوهات سوداء حول الهيمنة الإسلامية على أوروبا، وهو الكتاب الذي أثار ضجة كبيرة حين صدوره.