Sunday 4 May 2025
سياسة

عقب الانزلاقات الخطيرة: هل سيستعين التوفيق ويسف ب"آلة حصاد" لتنظيف الحقل الديني من كل من يحاول زعزعة "العقيدة" السياسية للمغاربة؟

عقب الانزلاقات الخطيرة: هل سيستعين التوفيق ويسف ب"آلة حصاد" لتنظيف الحقل الديني من كل من يحاول زعزعة "العقيدة" السياسية للمغاربة؟

يبدو أن بنكيران بدأ في وقت مبكر يشحذ ألسنةعدد من الأئمة والقيمين الدينيين وأعضاء بمجالس علمية لحشد أصوات مرتادي المساجد الذين يشكلون قوة انتخابية ضاربة ومؤثرة في موازين القوى، خاصة أن أئمة المساجد متمرسون في الخطابة ويملكون المفاتيح لفتح الأدمغة المقفلة، وبعضهم يجيش المصلين، ويمهدون لهم الطريق إلى الصناديق للتصويت على أتباع بنكيران، ويوهمونهم بأنهم أصحاب "الحل والعقد"، و"الحاملين" لكتاب الله، و"المحافظين" على سنة رسوله، وسواهم من حلف "الشياطين" و"العفاريت" و"الكفرة بالله

المشرع الذي أدرك تأثير الأئمة والعلماء والخطباء على الأمن الروحي للمغاربة، لم يسمح سدى للعاملين في الحقل الديني بالاصطفاف في الحياة السياسية واستغلال الدين لدعم هذا الحزب أو ذاك، بل رسم لهم المساحة التي يتحركون فيها، وحدد لهم الملعب الذي يلعبون فيه، ألا وهو الدفاع عن تدين المغاربة وضمان أمنهم الروحي بحكم أن الدين هو المشترك للجميع. لكن هذه الاحترازات التشريعية والقوانين الملزمة لم تلتقطها الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف بما ينبغي من حزم وجدية، خاصة وأننا نعيش زمنا انتخابيا، وذلك باستدعاء المصالح الخارجية للوزارة والمجلس العلمي مثلا لتأطيرهم وتنبيههم وتحذيرهم من العقاب في حالة عدم الانضباط للمقتضيات القانونية والأخلاقية التي يفرضها موقع العامل في الحقل الديني.

ففي الوقت الذي نجد مثلا وزارة الداخلية تحرص على تعبئة رجالها وأعوانها ليأخذوا المسافة من جميع الأحزاب، تحت طائلة التأديب والتوبيخ والتوقيف ) وهو ما أعلنه وزير الداخلية بالبرلمان(حرصا على نزاهة الانتخابات وضمان تكافؤ الفرص بين جميع الفرقاء السياسيين، نجد الانفلات بالحقل الديني، حيث فتح المجال لخطباء وأئمة، بل وأعضاء بمجالس علمية ) وهنا الخطر( لفرض الوصاية على المغاربة وتوجيه اختياراتهم، لاسيما وأن أتباع الحركة الأصولية اخترقوا بنيات الوزارة والعديد من المجالس العلمية، ويدركون أنهم يملكون سلاحا "ذريا" فاتكا، هو ألسنة الخطباء. والعلماء.

ولعل الحدس الذي ميز متابعات " أنفاس بريس"، وهي تنبه إلى مخاطر انزلاق بعض العاملين في الحقل الديني وحدسها في التنبيه إلى برودة الدورة الأخيرة للمجلس العلمي رغم التهاب المرحلة الحالية ورجحان حالات الخلل كان في محله، بدليل ليس فقط الكتابات التي يدونها زيد أو عمر من العاملين في الحقل الديني في حيطانهم بالفضاء الأزرق بشكل يشم منها اعتناق مبادئ  ومذاهب التدين المشرقي، بل وانخراط علماء بمجالس علمية في الاصطفاف والتخندقات الحزبية عبر إسقاط الحالة التركية على المغرب) صراع الجماعات الإسلامية بعضها ببعض على من يتحكم في القرار بتركيا: جماعة أردوغان أو جماعة غولن( من جهة والترويج لتقابلات الخلاف السياسي بين زعيمي الاتحاد الاشتراكي والمصباح )لشكر وبنكيران على التوالي( من جهة أخرى. والطامة الكبرى أن الصورة التي يتم تداولها في حسابات فايسبوكية لأعضاء بمجالس علمية يقوم بها هؤلاء بمسحة الزهو والانتصار لبنكيران ضد غريمه الحزبي لشكر. وهذا ما يهدد كل ما بناه المغاربة على مر القرون: أي النأي بالمجال الديني عن الصراع الحزبي. إلى أن حلت بنا المصيبة اليوم وأصبحنا نرى تغول أئمة وخطباء وعلماء على المجال الديني وتسخيره لنصرة حزب على أحزاب أخرى مما يهدد بإشعال الفتنة بالبلاد.

لعل أحمد التوفيق، وزير الأوقاف، ومحد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، لم يستفدا من "صرامة" زميلهما في الحكومة محمد حصاد، وزير الداخلية، الذي نظف بيته الداخلي، واقتلع كل "الطفيليات" و"الحشائش" الضارة التي بدأت تنمو في محيط وزارة الداخلية. التوفيق ويسف ملزمان - بحكم مسؤولياتهما - بأن يتحولا إلى آلة "حصاد" لتنظيف الحقل الديني من كل إمام مسجد أو خطيب جمعة أو قيم ديني أو عضو مجلس علمي يحاول زعزعة "العقيدة" السياسية للمغاربة والتأثير على اختياراتهم الانتخابية، و"رجم" أعداء "الولي الصالح" وفخامة "المنصور بالله" الشاه بنكيران!!!