سباحة الأصوليين في الفضاء الأزرق، تمثل مادة خصبة لقياس فيض عقلهم الباطني. والجميل كما الأجمل في هذه السباحة الحرة تلك التي للعاملين منهم -وما أكثرهم - في الحقل الديني.
فكل حدث لاحق يراكم على حدث سابق، مما ينهض في المقابل على بيان حجم المخاطر التي تتهدد حاضر ومستقبل البلاد.
ولعل مناسبة "المحاولة" الانقلابية في تركيا، تحبل في هذا الباب،بكل ما يهدد الأطر المرجعية للبلاد ومصالحها الحيوية العليا.
هنا في هذا المعترك يبرز اسمان:
1. إدريس العلمي، الخطيب والواعظ بتطوان، حيث جاء في تدوينته: "كيف لا يكون الله وجبريل وصالح المؤمنين مع رجل من عظماء الأمة كالسيد رجب طيب اردوغان كما نطق به الإمام يوسف القرضاوي إبان الانقلاب المنقلب على نفسه؟". وبعد أن تلا على هذا المعنى، ثلاث آيات ختم تدوينته بالآتي: "بلغوا هذا إلى عبيد الخسيسي وبلعمات مصر. فلا نامت أعين الجبناء".
وبهذا تكون تدوينة هذ القيم الديني، في موقع التعميم لثلاث رسائل تهم إمام المغرب ورئيس مصر وإخوان مصر.
ما كان لهذه الوقاحة أن تتم في الاسترسال، لو أن وزارة الأوقاف اتخذت المتعين في انفلاتات سابقة لهذا القيم الوهابي المشرب!
2. أحمد العمراني الخطيب بطنجة، تدوينته لها بعد آخر؛ فقد عمم تدوينة موقع "رصد المغربية"،حيث جاء في هذا الرصد الإخواني المصاحب لصورة اردوكان :" فرق كبير بين:عيطوا للشعب وعاش الشعب.وبين:عيطوا للدولة وعاش المخزن".
هذا الرصد الإخواني للفرق بين حالة أردوغان في مواجهة محاولة الانقلاب، ووبين حالة بنكيران بالتلميح إلى واقعة محاصرته بوجدة، يضيء جانبا من عتمة التضاريس الإخوانية بالمغرب.
فنحن أمام تغريدة للأتباع في المغرب لإخوان سعيد حوى في سوريا، وهي تشيد بزعيم الإخوان في تركيا المحيي للخلافة الإسلامية، مع التعريض بزعيم الاتباع في المغرب لإخوان سيد قطب في مصر،لما استنجد بالدولة في وجدة.
تعميم الخطيب العمراني للعبة تداول الأدوار الإخوانية حتى من مدخل تقطير الشمع على بنكيران، ما كان ليتم لو أن وزارة الأوقاف اتخذت المتعين لما أراد هذا القيم الديني من خلال جمعية الآل والأصحاب، طرح موضوع التشيع في المغرب من منظور لعبة الأمم الوهابية والإخوانية.
أما بعد، إلى متى سيبقى الحبل على الغارب؟
سياسة