الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

كان يا مكان وما زال.. روح "العيطة" في أونطولوجيا تضم 10 أشرطة

كان يا مكان وما زال.. روح "العيطة" في أونطولوجيا تضم 10 أشرطة الماريشال قيبو والشيخة خربوشة (أرشيف)

في المغرب تعطي الموسيقى إيقاعا للحياة... من خلال حضورها المتميز في الطقوس الاجتماعية والروحانية (المناسبات الدينية والحفلات العائلية، وكذا في المواسم والحفلات المناسباتية)... إذ تجد الموسيقى حاضرة مع الإنسان في البيت والحقل والفضاءات العمومية سواء في المدينة أو البادية.

ومن ضمن هذه الموسيقى التي تتعدد أنواعها وأصنافها، نجد "العيطة" التي تعني "الصرخة" أو "النداء" كتعبير عن ألم مشترك، وعن الحب بلذاته وعذاباته.. وإلى يومنا هذا تظل "العيطة" أهم شاهد على الروابط التي توحد سكان كل منطقة. فالعيطة هي فن قروي جميل، لطالما تحفظت على عشقه النخبة المغربية باعتباره فنا شعبيا متحررا.

ولفن "العيطة" تاريخ طويل زاخر بتلاوين الغناء الشعبي من خلال شيوخها وشيخاتها.. ولعل هذا التاريخ الزاخر بالأسماء والأعلام المنتسبة لهذا النوع الموسيقي، ندكر على سبيل المثال لا الحصر: "خربوشة، الشيخة الأسطورة"، فاطنة بنت الحسين، محمد العروسي، الشيخ الدعباجي، الحاجة الحمونية، ماريشال قيبو، أحمد الكرفطي، الشيخة زهراء خربوعة... وكذا تعدد أنواعها: العيطة الحصباوية، العيطة الجبلية، العيطة الزعرية، العيطة الشيظمية، العيطة الحوزية، العيطة الفيلالية...

لعل هذا التاريخ وهذه الأنواع والأسماء تحتاج إلى من يحفظها من الزوال والاندثار.. وهو ما قامت به جمعية "أطلس أزوان" بإشراف الأستاذ ابراهيم المزند، إذ أصدرت أنطولوجيا صوتية فاخرة تكريما لكل النسوة والرجال الذين لا يزالون ينشرون هذا الفن ويحافظون على أعمدة التراث الموسيقي المغربي. الأنطولوجيا تتضمن 10 أشرطة ما يعادل 70 مقطوعة غنائية سجلها أفضل الفنانين في ظروف تقنية مواتية.. مرفوقة بنصوص بالعربية والفرنسية وصور مليئة بالفخر وبالمشاعر الصادقة، هي نتاج لسنين من العمل وعدد من أيام التسجيل والتصوير...