الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: المرأة و8 مارس وذكرى الهبوط والارتقاء الإنساني

الحسن زهور: المرأة و8 مارس وذكرى الهبوط والارتقاء الإنساني الحسن زهور

تتفق أغلب النصوص الدينية، سواء اليهودية منها والمسيحية والإسلامية، وغيرها، أن الله لما خلق آدم أسكنه جنته، فعاش فيها وحيدا كمخلوق بشري وليس إنساني، ليبدأ الارتقاء في أولى درجات إنسانيته بخلق المرأة النصف الأخر للإنسانية.

فلو لم تخلق المرأة لما وجدت المجتمعات البشرية، ولما ارتقى الإنسان مدارج الإنسانية التي وصل إليها اليوم. فبعد أن تم خلق آدم البشري (كما ورد في الديانات السماوية)، عاش في الجنة كملك (بفتح اللام)، وفي نفس الوقت كعبد لا يملك حريته ولا إرادته، وليس له أحاسيس ولا أمل يعيش لها ومن أجلها، إلى أن تم خلق المرأة، النصف الآخر الذي أشعلت في آدم جذوة لإرادة ليتمرد على عبوديته وليمتلك حريته التي سترفعه إلى مرتبة الإنسان.

بوجود المرأة تبدأ أولى بدايات الزمن الإنساني، يبدأ هذا الزمن باقتراب آدم من الشجرة المقدسة وبتشجيع من المرأة حواء، التي أيقظت فيه حرارة السؤال والبحث والتمرد والاختيار، أي اختيار مصيره كإنسان حر عاقل فيقرر قطف التفاحة.

وكان الهبوط، وبالهبوط بدأ الكون يتخذ معنى، وبدأت الحياة تدب فيها حرارة الوجود بوجود الإنسان كإنسان .

فلولا المرأة لما اشتعلت جذوة السؤال والبحث عن الحقيقة لدى آدم، ولولا السؤال لما كان الهبوط، ولولا الهبوط لما كانت الإنسانية ولما كان للكون معنى وقيمة.

رجال الدين يهودا أو مسيحيين أو مسلمين وغيرهم، أساءوا إلى المرأة باسم الدين، فقرأوا نصوصه ومتونه حسب زمنهم وحاجاتهم الذكورية، وما زال منهم في مجتمعنا من ينظر إلى المرأة ككائن ناقص العقل يفتقر إلى الإرادة والاستقلالية.

فهل سيكون للحياة معنى لولا المرأة؟ وهل ستكون لشروق الشمس ولغروبها قيمة لولا الإنسان؟ وللجمال قيمة؟ وللفن سحرا؟

في أسطورة "حمو ؤنامير" الأمازيغية تكرر عملية الهبوط من أجل المرأة، كما تمت عملية الصعود من أجل الأنثى، صعد حمو ؤنامير إلي السماء، وعاش في الجنة ردحا، لكن حرارة السؤال والبحث دفعته ليقرر الهبوط عن وعي وإرادة مستجيبا لنداء المرأة التي هي أمه .

فتحية وإجلال للمرأة في عيدها الأممي.