الكافر بالله "ديفيد كامرون"، رئيس الوزراء البريطاني، وبعقيدة المسلمين، وعقيدة بنكيران والأحزاب الأصولية المغربية وتجار الدين ووزراء البيجيدي ومن يركب معهم في "فلك" الحكومة، يحزم ما خف من متاعه للعودة إلى منزله "القديم" لممارسة حياته العادية خارج صخب الحكومة وأضوائها. الوزراء في الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس يخرجون من وزاراتهم "حفاة" و"عراة" من أي "متاع" أو "ريع" تابع للحكومة وللشعب بعد أن يقدمون الحساب. يطبقون المفهوم الحقيقي لـ"العدالة والتنمية" و"العدل والإحسان" و"والتجديد والإصلاح" و"التقدم والاشتراكية" و"الأصالة والمعاصرة" و"الحركة الشعبية" و"الأحرار" و"الاتحاد"، بكل ما في هذه الكلمات من معاني ومدلولات. في المغرب معظم وزرائنا في اليوم الذي يؤدون فيه القسم لخدمة الشعب يضعون أول "لبنة" لفيلاتهم بحي الهرهورة الراقي "مقبرة" الوزراء السابقين واللاحقين وكبار رجال الدولة، ثم ينتقون أفخم السيارات، ويتزوجون أجمل النساء مادام ديننا الحنيف يرخص بتعدد الزوجات والفيلات والطوموبيلات.
منذ أن تولى بنكيران رئاسة الحكومة أشياء كثيرة مرت تحت الجسر، وبنكيران الذي كان يعرفه المغاربة قبل الدخول إلى "دار الطاعة" تغيرت فيه الكثير من الأشياء "عقديا" و"فسيولوجيا" و"إيديولوجيا" و"سياسيا" و"فكريا". أصبح يلبس "قناعا" آخر، ليس هو قناع "الورع" و"التقوى" ورجل الدين الذي وضع فيه الناخبون والبسطاء من المغاربة ثقتهم ليحارب الفساد والمفسدين بدل أن يصبح حليفا لـ"الفساد" و"المفسدين" ضدهم. بنكيران ووزراؤه مازال يطمع في فرصة أخرى وكأن لسان بطونهم"الجائعة" تقول "هل من مزيد"!!
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم (الأربعاء) هو آخر يوم في منصبه قبل أن يسلم مهامه لوزيرة الداخلية تيريزا ماي، التي اختيرت زعيمة لحزب المحافظين الحاكم.
لكن مثل ما يحدث في كل الديمقراطيات العريقة، سيتوجه كاميرون إلى مجلس الشعب ليجيب عن أسئلة النواب للمرة الأخيرة كرئيس للوزراء قبل أن يتوجه لقصر باكنغهام لتقديم استقالته للملكة كما تقضي الأعراف.
وآخر تصريح أدلى به لصحيفة "ديلي تليغراف": "إنه في الوقت الذي أغادر فيه منصبي اليوم، آمل أن يرى المواطنون بلدا أقوى. لقد كان شرفا لي أن أخدم هذا البلد الذي أحبه."
على عكس ما يحدث عندنا في المغرب، قبل أن يغادر بنكيران الحكومة "هدد" بأعلى صوته "انتخبوني وإلا ستنتظرون الطوفان"!! طبعا لم يتقبل بنكيران أن تظل نجلته سمية بنكيران، خريجة شعبة الدراسات الإسلامية، أن تظل عاطلة عن العمل مدى حياتها، فضمن لها وظيفة بالأمانة العامة للحكومة براتب مريح وسلم "عال" هو أعلى السلالم في الوظيفة الحكومية. وهي أم الفضائح التي اقترفها بنكيران، ليس لأن ابنته تتساوى في الحقوق والواجبات مع أبناء الشعب، ولكنه في تصريح سابق واجه المعطلين بأن زمن المحسوبية والزبونية في الوظيفة العمومية لم يعد له مكان في حكومته، متحديا أن يكون أحد من أبنائه أو أبناء قياديي حزبه أو وزرائه قد استفاد من منصب في الوظيفة العمومية. وهذه هي مشكلة بنكيران، فهو "عدو لسانه" و"سريع الكذب" وممن ينكثون العهود ويقولون ما لا يفعلون، والأمثلة على ذلك لا حصر لها.
والخطير أن قضية النجاح المثير لسمية بنكيران في مباراة التوظيف التي نظمتها الأمانة العامة للحكومة، لم تقف عند حصول نجلة رئيس الحكومة على الوظيفة، بل انضافت إليها أسماء أخرى يجمع بين جلهم قاسم مشترك هو أن آباءهم إما قياديون في حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية أو بالحزب عينه.
ومن بين هذه الأسماء التي وردت في لائحة الناجحين في مباراة التوظيف بالأمانة العامة للحكومة على موقعها الإلكتروني، والمتعلقة بمناصب متصرفين إداريين من الدرجة الثانية، هناك إلى جانب 18 مرشحا، فضلا عن سمية بنكيران، كوثر دهدوه، ابنة قيادي في حركة التوحيد والإصلاح، كمال الرجواني، أخ عصام الرجواني، عضو المكتب التنفيذي للحركة ذاتها، ثم أيوب الطاوسي ناشط بشبيبة العدالة والتنمية، الحزب الحاكم. ومع ذلك مازالت بطونهم تصرخ "فهل من مزيد"!!
ديفيد كامرون سيغادر قصر باكنغهام مرفوع الهامة، وهو يسلم المشعل لقائدة أخرى في حزب المحافظين الذي تولى زعامته منذ 2010. ولكن وزيرة البيئة "حكيمة الحيطي" التي ورطت الملك في فضيحة النفايات الإيطالية، تصر على "تخراج العينين" وترفض الاعتذار للمغاربة ولو بتقديم استقالتها، وذلك أضعف الإيمان. بنكيران الذي سيغادر الحكومة وهو محمل بـ"كرطونة" من الفلوس والامتيازات هي من "غنائم" منصبه وجَلده" للمغاربة من خلال الزيادات في الأسعار ورفع مساهمات منخرطي صندوق التقاعد والقضاء على صندوق المقاصة، لا يشبه ديفيد كامرون الذي خرج من قصر باكنغهام محملا بـ"كرطونة" بها مذكراته ونسخ من صفقاته التي جلبت الاستثمارات للشعب البريطاني العظيم.
فشتان بين "الإسلامي" عبد الإله بنكيران "المؤمن بالله" و"المسيحي" ديفيد كامرون "الكافر" بدين رسول الله!!!