الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

هالة الناصر: لماذا نقاطع "الإخوان"؟

هالة الناصر: لماذا نقاطع "الإخوان"؟ هالة الناصر

هناك عشرات التيارات والأحزاب الإسلامية تتواجد في المجتمعات الخليجية والعربية لم يتعرض لها أحد ولم يطاردها أحد ولم يمنع نشاطها أحد، وكثير من هذه التيارات لها أنشطة اجتماعية ودينية، بل حتى تجارية، لكن لم يقاطعها ولم يحذر منها أحد، وما زالت بكل أريحية تحقق النجاح تلو النجاح.

السؤال الأهم الذي يجب أن يتبادر لذهن المواطن العربي: لماذا جميع الدول العربية والإسلامية، وحتى الدول غير الإسلامية تحذر من حزب الإخوان، وتضعه تحت طائلة القانون، وتنظر له جميع الأحزاب والتيارات الإسلامية الأخرى بنظرة شك وريبة.

منذ أكثر من مائة عام وهذا التنظيم الدولي مثل خنجر في خاصرة الأمة الإسلامية والعربية، يمنع استقرار أي دولة إسلامية، يستمر في إضعاف اقتصادها من خلال إثارة البلبة، وتحريض المجتمع، وأحيانا يلجأ للحراك المسلح عندما تقتضي الأجندة الخارجية ذلك.

المتتبع لحراك هذا الحزب، وبالذات الحراك المسلح، يجد أنه يرتب أولويات وأهدافا لا تصب في مصلحة المجتمع الذي يعيش فيه، بل ينطلق من أولويات تخدم أجندات خارجية ضد العرب والمسلمين.

المقطع المصور لأحد المنشقين السعوديين عن حزب الإخوان، والذي يفضحهم بالأسماء والأدلة، لن يكون الأخير وليس بمفاجأة.. فقد حذر منهم علماء مسلمون كثر، وحذر منهم أصحاب قرار كثر.

فهل هؤلاء يحذرون منهم لمجرد أهواء شخصية أو لمحاربة الدين، كما يحاول الإخوان تصوير كل من يحذر منهم بأنه ضد الدين.. الذي يجب معرفته لحل مشكلة الإخوان هو حجم ماكينتهم الإعلامية الرهيبة التي تقوم بتمويلها دول وتجار لهم أهداف وأطماع في جعل الخنجر تستمر في الخاصرة.

الأجندة الخارجية تريد الإخوان يسعون إلى سدة الحكم، وتغريهم بالوصول إليه، لكنها لن تجعلهم يصلون إليه.. لسبب بسيط، تم تجريبه في ثورة مصر وفي تركيا، ولم ينجح، لأن وصول الإخوان لأي سلطة حكم سيجعل العوام والمخدوعين بهذا الحزب يطالبونه بأن يوجه حرابه تجاه أعداء الاسلام -الذين هم في الأساس من أسس هذه الجماعة ودعمها-

لذلك سيظل حزب الإخوان مجرد مجموعة من العصابات في كل دولة يحافظون على مستوى معين من زعزعة الأمن وتحريض المجتمع وإضعاف الاقتصاد، ضمن أجندة تتشابه وتتكرر في كل بلد يريد المؤسس الخارجي أن يضغط عليه ويشغله بنفسه ويضعف قدراته!