ورث الخازن العام للمملكة، نور الدين بن سودة رجل القانون، عن سعيد الابراهيمي صاحب "الماناجمانت" الذي اعتمد أساليب تقوم على "الشفوي" والنظريات الجوفاء التي عصفت بما هو مهني، الشيء الذي كلف نور الدين بن سودة مجهودا كبيرا ليعيد وضع الخزينة العامة على الطريق الصحيح أصبح معها المحاسبون العموميون يشعرون بأنهم أصبحوا يزاولون مهمة محاسب عمومي.
وهو الوضع الذي يجعل من بروز مثل هذه المشاكل أمرا عاديا، لأن الإصلاح يمكن أن لا تلوح تداعياته في الأفق إلا بعد عدة سنوات، خاصة وأن الأشخاص الذين كانوا يحيطون بالسيد الإبراهيمي "صاحب الجواز الاحمر"، أنتجوا سلوكات وقواعد وأعراف إدارية لا يمكن بدورها إلا أن تنتج سلوكات شاذة لا علاقة لها بالعمل الإداري.
هذا مع العلم بأنها كانت تولي مبأ الزبونية وسياسة "عين ميكة" على المقربين أهمية قصوى، أمثال الشخص الذي ساهم بشكل فعال في إنتاج ملف تزوير الشهادة المدرسية، وأفقد الخزينة المراكشية هيبتها كمؤسسة، وسحق كل من سار عكس التيار لأننا سنكون منافقين إداريين إذا قلنا بأن باقي إدارات الخزينة العامة تعيش في سلام واطمئنان، وبأن مدينة مراكش هي التي تعيش لوحدها الغليان كما كان يزعم بعض النقابيون. بل كل ما في الأمر هو أن هناك أناس يخشون أن ينعتوا بعدم القدرة على تدبير النزاعات، لذلك نجدهم يفضلون سياسة "العام زين".
