الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو:جَعْجَعَةٌ بدون طَحين؟

مصطفى ملكو:جَعْجَعَةٌ بدون طَحين؟ مصطفى ملكو
إنّ تَعَثُّرَ تجديد اتفاق الصّيد البحري بميّاهنا الإقليميّة مع الإتّحاد الأروبّي يفضح كَلَبيّة Cynisme المفاوض الأروبي الّذي يكيلُ بمكيالين حُيال قضيّتنا الوطنية، و يفضح كذلك موقفه الإبتزازي الّذي ينُمُّ عن سلوك دفين أمبريالي للحصول على اتّفاقيّات غير مُنْصفة لإستغلال هو إلى النهب أقرب لثروات البلدان بأثمان زهيدة. تَعثُّرُ الإتّفاق يفضح كذلك ضُعْفَ المفاوض الحكومي و استئثاره بالقرار، بدون الرّجوع إلى الهيئات التمثيليّة من مجلس النوّاب و مجلس المُستشارين اللّذين من المفروض أنهما تمثّلان الإرادة الشعبيّة بصفة مباشرة أو غير مُباشرة.
لحدّ السّاعة لم يصل المفاوض المغربي و الأروبّي إلى حلّ عدا الإستمرار في تطبيق الإتّفاق الساريّ المفعول لغاية مَتَمّ يوليوز القادم، تاريخ استنفاذ أجله.
بعضُ المُعطيات حول بروتكول اتفاق الصّيد البحري بين المغرب و الإتحاد الأروبّي:
1ــ مُدّة الإتفاق 4 سنوات قابلة للتجديد، يتِمُّ بموجِبه السماح للأسطول الأروبي بالصيد في الميّاه الإقليميّة بأعالي البحار المغرب، و ذلك مقابل سومة ب 36 مليون يورو، ما يعادل 400 ملين درهم، يدفعها الإتحاد الأروبّي للمغرب.
2ــ ما لا يقلُّ عن 125 باخرة أروبية من أسبان و برتغال و فرنسيّين ...تمخر عباب ميّاهنا الإقليميّة لتصطاد ما لا يقِلُّ عن 70 ألف طون من الأسماك من كلّ الأصناف Toutes espèces confondues.
3ــ إذا نحنُ قارّنا المبلغ الّذي يستخلصه المغرب (36 مليون يورو) مقابل غنيمة الصيد الثمين الّذي يتحصَّلُ عليه الإتحاد الأروبي (70 ألف طون) نستنتج كأن المغرب يبيع سمكه ب 0٫5 يورو للكيلو الواحد، أيّ ما يعادل 6 دراهم، في الوقت الّذي يشتري فيه المغربي أرخص سمك الّذي هو السّرْدين ب 15 درهما للكيلو. هل هناك نهب أشدّ من هذا  النهب  الأروبي الأمبريالي الّذي لا يُعْلِن عن فسه؟؟
كفى إهداراً لثرواتنا السمكيّة ببلاش مقابل وعود عرقوبيّة و دغدغة للعواطف من طرف أروبا بأن المغرب شريك استراتيجي Partenaire associé  و ... لأن كلّ هذا هراء في هراء لأن المغرب في أعْيُن أروبا ليس أكثر من سوق لإستهلاك المنتوجات الأروبيّة المُصَنّعة و ليس أكثر من خزّان للمواد الخام الأوّلية و منها ثروتنا السمكيّة.
و في الختام أقول بأنّ بلدنا من مصلحتها أن لا تجدّد اتفاقا مجحفا يستنزف خيراتها السمكيّة و أن إلغاء هذا الإتّفاق ستتضرّرُ منه أروبا على وجه العموم و اسبانيا و البرتغال على وجه الخصوص!