الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

عائشة الدويهي: "قضية بوعشرين" تطرح سؤال، إلى متى ستظل المرأة الحلقة الضعيفة؟

عائشة الدويهي: "قضية بوعشرين" تطرح سؤال، إلى متى ستظل المرأة الحلقة الضعيفة؟ عائشة الدويهي وتوفيق بوعشرين

تقول عائشة الدويهي، رئيسة مركز الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، بالعيون، لـ "أنفاس بريس" بخصوص قضية بوعشرين: إنني كمدافعة عن حقوق الإنسان  وكامرأة كذلك، فإنني بداية أرفض كل تشهير لا يحترم قرينة البراءة، بالإضافة إلى مطالبتنا بحماية كل الضحايا واحترام الخصوصية الشخصية لكل الأطراف. أما فيما يخص قضية التحرش والاستغلال الجنسي للمرأة، فلنا وجهة نظر صارمة جدا في هذا الإطار، لأننا مازلنا نرى بأن المرأة تبقى هي الحلقة الأضعف في أي مجتمع، حتى في النماذج الأكثر ديمقراطية.

وهذا ما تابعناه مؤخرا من خلال الحملة الإعلامية الكبرى التي شنتها مجموعة من النساء المعروفات من شتى المجالات في العالم الغربي، وخاصة في أمريكا حول فضائح الاعتداءات الجنسية التي تعرضن لها والتصريح بها كذلك.. وهي حالات وفضائح توحي بأن المرأة كانت دائما حلقة ضعيفة، رغم المكتسبات التي حققتها ورغم نضالاتها المستمرة، سواء في الدول النامية أو الدول الفقيرة أو حتى في الأشكال الأكثر ديمقراطية.

وتضيف الدويهي بأن هذا مقرون بطبيعة الرؤية التي يخصها المجتمع للمرأة والتنشئة الاجتماعية، والعقلية الذكورية المترسخة. بمعنى أن هناك مجموعة من العوامل الكثيرة التي ترزح في ظلها المجتمعات التي يكون من الصعب عليها التخلي عن هذه النظرة، رغم ما نشهده من تطور ونماذج متقدمة في هذا المجال.. ولا يمكن أن نحكم على أن النظرة هي دائما نظرة ظلامية غير تقدمية، ونظرة ظالمة للمرأة. وتتابع الفاعلة الحقوقية بأنه على العكس فقد استطاعت المرأة، والمغربية خاصة، أن تثبت ذاتها، كما أن المجتمع اعترف لها بالكفاءة وبالكثير من العرفان، وكانت الإرادة السياسية واضحة جدا وعلى أعلى المستويات من خلال الدستور والمدونة...، حيث كانت هنالك طفرة كبيرة من أجل تمتيع المرأة بالحرية والمساواة..

لكن مع ذلك، تستدرك الدويهي، فلا يمكن أن نتغاضى عن جيوب المقاومة وعن التنشئة الاجتماعية، الهوية، الثقافة، وعن العادات والتقاليد، التي تضع المرأة في أركان مظلمة، وتجعلها تعاني من هذه الظاهرة الظالمة تجاهها.

والأسوأ من كل شيء هو عندما تنتهك حرية المرأة ويتم استغلالها ممن ينادي بالمساواة وبحرية المرأة، ويصبح هو المنتهك لهذه الحقوق!! فإن هذه الحالة تصبح غريبة جدا ومطرحا لعدة تساؤلات. وبتعبير آخر، تردف الدويهي، فأنا لن أقسو على الشخص العادي والعامي إذا كانت لديه أفكار غير تقدمية، لأننا كحقوقيين مطالبون بتنمية المجتمع وتغيير الأفكار لدى هؤلاء الأشخاص العاميين والعاديين، ولدى الطبقات التي لم تكتسب بعد وعيا كافيا لوضع المرأة. لكن الإشكالية تكبر وتصبح أكثر تعقيدا عندما يكون هذا الشخص في مركز مهم، وله وعي كبير ومعايير واسعة، ويتحدث ويتشدق بحرية المرأة، وتصدر عنه في الأخير أفعال تعبر عن ازدواجية تلك المعايير وعن ازدواجية الشخصية حتى!! فهذا للأسف هو الذي يجعل المرأة في وضع لا تحسد عليه.

وقد تصبح المرأة الضحية هي الملامة على حدوث هذا الوضع وتشجعه على ذلك، ارتكازا على طريقة هندامها وحكما على علاقاتها وهذا خطأ في الحكم والتقدير ليس إلا، لأنها على كل حال حرة في أن تلبس كما تريد، وكما تحب أن ترى نفسها وشخصها، وليس لأحد الحق في أن يصدر عليها أحكاما، ما دامت هي لا تحكم بدورها على الآخرين بنفس الطريقة.

وتأسيسا على هذا، تختم الدويهي قائلة: أنا مع حرية الصحافة وحرية التعبير والرأي وإعطاء الهيبة الكاملة للسلطة الرابعة، لكن تبقى في نفس الوقت للمرأة حريتها وهما، أي الصحافة والحرية، خطان متوازيان ومتلازمان أيضا، ولا يجب أن تستغل المرأة من طرف الرجل تحت أية صفة أو سلطة أو ظرف.