السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى المنوزي : لقد حذرنا من أي محاولة لتحريف الحقائق وحدة الفظائع

مصطفى المنوزي : لقد حذرنا من أي محاولة لتحريف الحقائق وحدة الفظائع مصطفى المنوزي
لهؤلاء الجلادين المفترضين الذين يعتبرون أن ضحايا تازمامارت إنقلابيين، وليسوا مناضلين حتى يستحقوا رد الاعتبار وحبر الضرر، أؤكد أن جحيم تازمامارت عقاب إضافي كان يروم الإعدام البطيء في الخلاء الموحش، حيث لا يعقل أن يعاقب المرء على نفس الفعل عدة مرات.
والذين يدعون تعليقنا على فيلم " دوار البوم" دون مشاهدته نقول بأننا أوفدنا من شاهده، ومع ذلك لم نعلق على الجانب الفني والتقني، احترامالأنفسناأولا والمختصين وصاحب العمل والممثلين، ولكن كمحتوى حذرنا من أي محاولة لتحريف الحقائق وحدة الفظائع، ومادام البعض يصف و يعتبر تحذيرنا " صنطيحة " ومحاولة لاحتكار الحقيقة والدفاع عن الضحايا، نحيل من شاهدوا أو ستتاح لهم الفرصة لمشاهدة الشريط إلى واقعتين :
ـ الأولى وجود حانة بتازمامارت للترويح، والثانية واقعة الفقيه الذي يغسل الأموات ويدفنهم " بكرامة " في مقبرة الدوار. والحال ان ذوي الحقوق والناجين من جحيم تازمامرت لا زالوا يطالبون بجثامين ( رفات ) ذويهم دون جدوى.
أما فيما يخص حالات تأنيب الضمير لدى بعض الحراس، فهذه واقعة تحتاج إلى كثير من التدقيق، ولا يكفي فيها الخيال، ونحن في المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وبتنسيق مع جمعية قدماء ضحايا تازمامارت نعد تقريرا شافيا، ونحتفظ لأنفسنا بكافة الحقوق للتتبع والتقييم والتقويم، طبقا للقانون وأخلاقيات التحقيق والتدقيق. ولكل غاية مفيدة أعيد نشر تدوينتي التي لم تسئ لأي كان .
ـ على هامش عرض فيلم " دوار البوم ".
كفى تبخيسا وتقزيما لما جرى خلال العهد البائد، من فظاعات وجرائم سوداء، فليس كل توقيف تعسفي اختطافا، وليس كل تعنيف تعذيب، وليس كل موت اغتيال، وليس كل قذف ومس بالاعتبار وجهة نظر. ومع احترام للحق في الكرامة والحق في الحياة، لا يمكن الإقرار بوجود تماثل بين العهدين، وكل تشبيه مؤكد، بغير غرض بلاغي هو إرادة مبيتة ومقصودة تروم تقزيم حجم ما عاناه المواطنون والمناضلون خلال سنوات الجمر، وفي جميع الحالات ينبغي أن نقع فريسة مخطط التطبيع مع العنف والتقتيل الذي مورس في تلك الفترة من ماضينا الأسود، فترة حالكة تواطئ فيها قضاة وأطباء وزعماء، وبقدر نفاذ وقع التطبيع بقدر ما تتقلص نسبة المسؤولية.
من هنا وجب الحذر والتحذير من مغبة مقارنة الوضع الذي يعيشه حاليا بعض من كلفوا بحراسة ضحايا جحيم تازمامارت، مع وضع هؤلاء الآخرين، والأحرى الاعتراف بتماثل الحالات والمعاناة، بعلة تبرير ما أقترفه كل واحد من فظاعات تجاه ضحيته، باسم " أنا مع ضحية جلادي "، والحال أننا جميعا ضحايا نظام يعتبر الجميع خدامه الأوفياء، تنتهي صلاحيتهم بمجرد نفاذ مادة السخرة .