الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

"الكارطيات" تخرج مواطنين من گليميم للاعتصام في الشارع العام بالرباط

"الكارطيات" تخرج مواطنين من گليميم للاعتصام في الشارع العام بالرباط يبلغ عددهم قرابة 56 مواطنا، جلهم من الإناث

أكثر من شهر ونصف، وهم بالعراء، يقضون الليل والنهار، يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء، يتنقلون بشكل جماعي بين ساحة باب الأحد وبين سواري شارع محمد الخامس بمحاذاة مقر البرلمان، وأمام وزارة الداخلية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، هم قرابة 56 مواطنا، جلهم من الإناث، أصغرهم في العشرينيات، وأكبرهم مطلون على سن التقاعد، قدموا من إقليم گليميم، ليستكلموا بالعاصمة الرباط، ما بدأوه من سلسلة احتجاجات على ما اعتبروه "حرمانا من حقهم في بطائق الإنعاش"..

الغالية، قضت أكثر من 25 سنة، وهي تشتغل بإحدى الإدارات العمومية بگليميم، كانت تتقاضى أجرها عن طريق استخلاص قيمة بطاقة الإنعاش التي لا تتجاوز 1800 درهم، رغم هزالة الأجر، فقد كانت الغالية تضمن بها قوت أبنائها إلى أن بلغوا سن الرشد، مستعينة في ذلك بالاشتغال في بيوت الناس بين الحين والآخر، لم يكن هناك عقد عمل بجمعها بهذه الإدارة، إذ كلما دعت الحاجة تقوم بالتنظيف في هذه الإدارة أو تلك ضمن إقليم گليميم، لكن مع مجيء الوالي الناجم أبهاي لجهة گليميم واد نُون، بدأ تسويف إدارة الإنعاش الوطني في أداء قيمة البطائق او ما يصطلح عليه "كارطيات"، بمبرر أن هناك تضخما لعدد المستفيدين منها، فاستبعدت السلطات المعنية أكثر من 200 مستفيد، وعوض فتح جسور التواصل مع المعنيين، يقول أحد المتضررين، "أغلقت الإدارة في وجوهنا، ولأن الحاجة ملحة ووجود مورد عيش وحيد، اضطررنا إلى الاحتجاج امام مقر الولاية، وقبل ذلك راسلنا الجهات المعنية، دون أن نتلقى أجوبة عنها، وبعد شهور من اللامبالاة، انتقلنا إلى الرباط، حيث دخلنا في اعتصام مفتوح بالشارع العام، نعاني البرد وتساقط الأمطار".

معاناة كانت واضحة لكل المارة والساكنة بمحاذاة باب الأحد بالرباط، حتى أضحى هذا الاعتصام جزءا من الشارع العام، وضعية وقفت عليها جريدة "أنفاس بريس"، صباح يوم السبت 24 فبراير 2018، بعد أن دخلوا شهرهم الثاني، وكأنهم في مخيم للاجئين تنعدم فيه أبسط شروط العيش في مستوياته الدنيا، "أصبحنا نبحث وسط القمامات عن قطع كارطونية نفترش بها او قطع بلاستيك تحمينا من المطر، بعد أن رفضت السلطات الجهوية سماعنا، اضطررنا إلى المجيء للرباط حيث الإدارات المركزية، ومع ذلك لا من يتجاوب معنا، غير نهج أسلوب أمني في فض اعتصامنا المتنقل، بيننا مرضى يعانون الأمرين في هذا الاعتصام، ومنا من أصيب بالبرودة، ومنا من يسقط في كل لحظة مغمى عليه نتيجة الإعياء والتعب.. هل يريد منا المسؤولون إحراق ذواتنا؟ ألسنا مواطنين لنا كامل الحقوق كما الواجبات؟ بأي وجه حق نحرم من هذه البطائق دون غيرنا؟ جئنا لنطالب بحقوقنا، فإذا بِنَا نتسول لكي نضمن قوت يومنا، نعيش في ظروف لا إنسانية، ماديا ومعنويا، ونعيش قلقا ورعبا في كل لحظة مع قدوم مسؤول أمني، آخرها ما تعرضنا له من إهانة مساء يوم الجمعة 23 فبراير 2018، ومصادرة لأغطيتنا وأدوات الطهي، هل هذا يرضاه سيدنا لجزء من شعبه؟! حاشا، نحن مستعدون للرجوع لگليميم، في هذه الساعة التي أحدثك فيها، ما نزيدوش دقيقة وحدة، لكن شرط الاستجابة لمطلبنا وحقنا في بطائق الإنعاش كما كان معمولا بها قبل تعيين هذا الوالي الذي قطع أرزاقنا، الذي هو أعظم جرما من قطع أعناقنا"، تقول الغالية.

بالمقابل أكد مصدر من ولاية جهة گليميم واد نُون، أن هناك مراجعة عامة للوائح المستفيدات والمستفيدين من بطائق الإنعاش، بعد أن تبين بأن هناك من التحق بالرفيق الأعلى، ومازال أقرباؤه يستفيدون منها..