الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:الشبيبة والرياضة.. أين نحن من أيام زمان ؟

عبد اللطيف جبرو:الشبيبة والرياضة.. أين نحن من أيام زمان ؟ عبد اللطيف جبرو
الشبيبة والرياضة.. قطاع حكومي خرج إلى الوجود في بلادنا أيام الحماية على غرار قطاعات حكومية أخرى. ومع توالي سنوات الحماية وخاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تميزت إدارة الشبيبة والرياضة بوجود عناصر جيدة وكفآت عالية من الفرنسيين الأحرار كانوا يعرفون كيف يتعاملون مع الشباب المغربي بما يكفي من المروءة والقيم الأخلاقية.
بفضل هذه الأطر ووجودها في مواقع مؤثرة بمصلحة الشبيبة والرياضة، تمكنت جمعيات مغربية للشباب من ولوج مناطق ترابية كانت جهات استعمارية تعتبرها ممنوعة على المغاربة كإفران ونواحيها ومراكز أخرى في الأطلس المتوسط.
وهكذا فمع بداية خمسينيات القرن الماضي، ورغم حدة الأزمة السياسية التي واجهها المغرب في عهد الجينرال جوان والجينرال غيوم، كان في إمكان العديد من الجمعيات المغربية أن تنظم مخيمات قريبا من إفران في رأس الماء وعين خرزوزة وتيو مليلين وبن صميم وغيرها من المراكز لمدة زمنية تستمر ثلاثة أسابيع.
وعندما كان يحل موعد العودة من المخيم كانت تطغى علينا نحن أطفال تلك المرحلة مشاعر الأسى وكان الفراق مع المخيم وأجواء المخيم بالبكاء والحزن.
هكذا كانت الشبيبة والرياضة في السنوات الأخيرة في عهد الحماية عالما لا علاقة له بالأجواء السياسية التي كانت سائدة خلال السنوات التي كان فيها الاستعمار الفرنسي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وفي النهاية انتصرت ثورة الملك والشعب واستعاد المغرب حريته واستقلاله وفتح العهد الجديد إمكانيات هائلة أمام مصلحة الشبيبة والرياضة إذ تعددت مجالات تنشط فيها جمعيات الكشافة وتكوين الشباب وتربية الأطفال، وكان هدف الجميع إعداد جيل من الطلبة والأطفال استعدادا لمستقبل يكون فيه المغاربة رجالا ونساء من أقوياء النفوس، أي مواطنين كان المغرب في الحاجة إليهم من أجل تقدم الوطن حتى تتدارك بلادنا ما ضاع لها في عهد الاستعمار. وقبل ذلك طوال فترات التخلف والتأخر.
وطوال السنوات الأولى للاستقلال، استمر الحال هكذا أي اعتبار الشبيبة والرياضة قطاعا يعمل على أساس أن تكون الإدارة المغربية في خدمة القوى الحية الوطنية إلى أن حل ذات يوم في شهر يونيو 1961 يوم تم تعيين حسني بنسليمان مندوبا ساميا على مصلحة الشبيبة والرياضة والذي كان قد اشتهر سنة1959 كحارس مرمى لفريق الجيش الملكي لكرة القدم ونال معه آنذاك كأس العرش.
لم يبق اليوتنان حسني بنسليمان لمدة طويلة مندوبا ساميا على الشبيبة والرياضة، ولكن تلك المرحلة من بداية الستينيات كانت انطلاقا لمرحلة عد عكسي عمل على أن تتراجع شيئا فشيئا مكانة الشباب في قطاع الشبيبة والرياضة.
عبد اللطيف جبرو