الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا ينظم دورته الثانية بجوائز مغرية

المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا ينظم دورته الثانية بجوائز مغرية الفنان ناجي بالناجي، صاحب فكرة المهرجان. والملصق الخاص بدورة هذه السنة

بعد النجاح الكبير الذي حققه المهرجان الدولي للكاريكاتير خلال دورته الأولى السنة الماضية بالمغرب، يضرب المنظمون هذه السنة موعدا جديدا مع الدورة الثانية والأمل يحذوهم بتحقيق إشعاع أكبر يمكن المهرجان الحديث الولادة من احتلال مكانة مرموقة بين أكبر المهرجانات المشهورة عالميا. وذلك عبر المراهنة هذا العام على مشاركة أوسع من تلك التي عرفتها الدورة الماضية سواء من حيث عدد الدول المشاركة أو جودة وقيمة الأعمال المتنافسة، لذلك ارتأت اللجنة المنظمة ممثلة بكل من جمعية "واز" والأسبوعية الساخرة "لو كانار ليبيري" تخصيص جوائز مادية هامة للفائزين بهدف تحفيز المتسابقين على تقديم أجود ما بجعبتهم من إبداعات بغية الرفع من سقف المنافسة الفنية. وهو أمر سيعود حتما بالنفع على المهرجان، إذ يتوقع المنظمون أن يعرف مشاركة قياسية.

وبإلقاء نظرة سريعة على الجوائز المخصصة، يلاحظ وبجلاء إلى أي مدى تتم المراهنة على إنجاح هذه الدورة وتحويل المهرجان من خلالها إلى ملتقى سنوي لأكبر الأسماء العالمية، في أفق جعل المغرب ضمن مصاف الدول الرائدة في هذا المجال مثلما هو الحال في مجالات فنية أخرى،  إذ حُجز للفائز بالجائزة الأولى (جائزة لو كانار ليبيري) مبلغ 25000 درهم، وللفائز بالجائزة  الثانية "جائزة إفريقيا" مبلغ 15000 درهم، أما الفائز بالجائزة الثالثة " جائزة  ضربة قلم" فقد خصص له مبلغ 10000 درهم، هذا فضلا عن 3 جوائز أخرى بقيمة مالية وصلت إلى 3500 درهم. 

  وتعد جوائز المهرجان هاته الأغلى قيمة بالمقارنة بالجوائز المقدمة في باقي المهرجانات والمسابقات الخاصة بالكاريكاتير في الوطن العربي على وجه التحديد. بالإضافة إلى ذلك  ارتأت اللجنة المنظمة للمهرجان هذه السنة الاعتماد على لجنة تحكيم مكونة من أسماء وازنة في مجال  الكاريكاتير إذ ضمت فنانين عالميين عربا وأجانب لهم وزنهم في عالم الريشة الساخرة، ناهيك على كونهم رؤساء وممثلين للمنظمة الدولية للكاريكاتير (الفيكو). وهو مايعد إضافة نوعية ستعطي حتما للدورة قيمة كبرى تعزز مكانة المهرجان العالمية.

وبما أن كل دورة تتخذ موضوعا معينا يكون محورا يتنافس من خلاله المشاركون على إبراز  مواهبهم الفنية وستعراض عضلاتهم الفنية، اختار المنظمون موضوع "الماء" بما يمثله من أهمية كبرى تستأثر باهتمام المسؤولين والرأي العام على حد سواء.

من جهة أخرى، وسيرا منها على النهج الذي سنته بتكريم الوجوه الرائدة وطنيا وعربيا في ميدان الكاريكاتير، وبعد تكريمها للأستاذ الكبير إبراهيم المهادي خلال الدورة الماضية، اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان هذه السنة تكريم الفنان المغربي الغني عن التعريف "العربي الصبان ". وهي مبادرة تشكر عليها اللجنة المنظمة لما فيها من  رمزية كبرى تعيد الإعتبار إلى ذلك الجيل من الرواد الذين أسهموا بأعمالهم الفنية في إغناء الساحة الكاريكاتورية المغربية. علما أن الأستاذ العربي الصبان، وهو من مواليد مدينة القنيطرة سنة 1948، يعد رمزا من رموز الكاريكاتير المغربي وواحدا من أوائل المؤسسين لهذا الفن الساخر بالمغرب، لذلك فإن اختيار المنظمين لهذا الإسم من أجل تكريمه هو عين الصواب في انتظار تكريم أسماء مرموقة أخرى طواها النسيان.

إلى جانب كل هذا، لا يمكن طبعا وضع نقطة الختام دون الإشارة إلى صاحب فكرة المهرجان الأستاذ الفنان ناجي بالناجي، وفضله في العمل على ترسيخ هذا التقليد الريادي. وإن كان ذلك ليس بغريب على فنان يعد من القلائل في بلادنا ممن يحظون بسمعة طيبة لدى الجمعيات والهيئات الفنية العالمية نظرا للخبرة التي اكتسبها من خلال مشاركاته الكثيرة في المهرجانات العالمية، وهو أمر يدفعه لبدل مجهودات جبارة في سبيل تكريس المغرب كوجهة كاريكاتورية عالمية يستحقها لما يزخر بمواهب لا تقل براعة عن نظيراتها في كل دول العالم، مستفيدا في ذات الوقت من جو الديمقراطية التي أضحت تتمتع به المملكة مما يمنح هامشا أكبر من الحرية للفنانين المغاربة لم يكن متاحا في السابق. وعلى هذا الأساس، تكاد لا تكف عبارات الشكر التي تتقاطر على الرجل وأيضا على "جمعية واز" إلى جانب أسبوعية "لو كانار ليبيري"، المشتغلون جميعا من أجل هذه المبادرة الطيبة، وإن كانوا فعلا في حاجة إلى الدعم اللازم للمسؤولين والهيئات والمؤسسات المختلفة، حتى يصبح المهرجان رقما صعبا بين كل المهرجانات العالمية.