الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

سبت الحسن والجمال مع الفنان محسن جمال ضمن أبعاد "الزين فالثلاثين"

سبت الحسن والجمال مع الفنان محسن جمال ضمن أبعاد "الزين فالثلاثين" في الإطار الفنان القدير محسن جمال

كلنا نتذكر رائعة الفنان محسن جمال "الزين فالثلاثين"، ومدى النجاح الجماهيري الذي حققته وقتها. لكن ما يستدعي الإلتفات كذلك إلى جانب مستوى لحن المطرب ذاته، أبعاد كلمات الأغنية، والتي أتت لتصحح أفكارا أو ربما معتقدات عن تحديد الجمال والشباب بسن معين. على أساس أن لكل مرحلة تميزها وملامح إثارتها التي لا يمكن أن تخص مرحلة غيرها.

وحتى إن كان الموضوع يهم الجميع، ذكورا وإناثا، فإن النساء يعتبرن الأكثر استهدافا. ومن ثمة يحاول البعض أن يخيفها من أجمل سنوات عمرها، يحاول تشتيتها عن متعة العيش في الثلاثين، يحاول إشعارها بأنها على وشك الانهيار إن دخلت هي الثلاثين، وإذا هي ضاعت تلك المسكينة ورضخت لسلبيتهم ضاعت هي وقدراتها وروحها وشبابها، ووضعت نفسها في قالب الصورة النمطية المجتمعية العربية الحمقاء، فعليها تبعا لرؤية مجتمع العالم الثالث أن تلتصق بوظيفة واحدة قبل الثلاثين وأن تتزوج قبل الثلاثين، وأن تحقق ما تتمنى قبل الثلاثين، وإنه والله لفخ كبير أن تستمع لمخاوف المجتمع.

فالقرارات الحقيقية الحياتية، بحسب الخبراء، لا يزداد جمالها إلا في الثلاثين، ولكن ماذا إذا فهمت المرأة ماذا يعني فعلا أن تكون في الثلاثين، لو أدركت ماذا تعني الثلاثون، ستفوز ساعتها، و تكون نفضت عن روحها كل الأوهام التي تغذى عليها المجتمع ونبغت فكرا وجمالا وروحا، وتفوقت على نفسها بنفسها.

الأنثى التي تدرك معنى أن تكون بالثلاثين لا يمكن لأحد مقاومة بريقها، ولا يمكن لأحد أن يطفئ نارها المتقدة المليئة بالشباب والنضج والجمال.

لحظة إدراك المرأة أنها في قمة تألقها عمريا، ستعرف أنها أكبر من كل هراء يلقنه إياها المجتمع. ستعرف بالضبط ماذا تريد، ستبدأ بالبحث عن كل ما يعزز روحها وعقلها وصحتها وشبابها، ستفعل أشياء وتترك أشياء؛ لأنها فعلا تتطلع للأفضل والأصح والأجمل وفق رؤيتها هي.

الثلاثون هو العمر الذهبي فلنستمتع به ونستثمره بما نحب ونريد فعلا، ولنبتعد عن مخاوف المجتمع غير الحقيقية والكاذبة فكم من امرأة اخترعت في الثلاثين وأصبحت وزيرة في الثلاثين، وأصبحت كاتبة متمكنة مشهورة في الثلاثين! وكم من امرأة تزوجت رجلا رائعا وهي في الثلاثين! وكم من امرأة كونت صداقات حقيقية في الثلاثين وقرأت كتبا عظيمة! وكم من امرأة خسرت وزنا زائدا في الثلاثين وظهر جمال قوامها! وكم من امرأة لفّت العالم فانتعشت روحها وقلبها وزادت سعادة بجمال الطبيعة واختلافات البشر! وكم من أنثى بدأت حلما أو شغفا أو حبا وهي بالثلاثين.

فأهلا بسنوات الثلاثين الجميلة، أهلاً بسن الأنوثة الحقيقية، وأهلا بشخصيتنا الحقيقية التي تسعى لرقي الفكر والقلب والروح والجمال والصحة.