الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى المتوكل الساحلي : السياسة أخلاق وليست غوغائية

مصطفى المتوكل الساحلي : السياسة أخلاق وليست غوغائية مصطفى المتوكل الساحلي

عرف التهريج على أنه "التَّشْوِيشِ ، وَإحْدَاثِ الاضْطِرَابِ وَالفَوْضَى.."

مظاهر الابتدال والميوعةوالتهريج للتضليلوالتغليطوالتحريض والابتزازوالتهديد المعلن والمبطن مختلفة ومتنوعة، كما أن مخاطر وأضرار هذه الأساليب تتأرجح مراميها بين الإفساد الجزئي والنسبي والكلي وزرع الشكوك وتأجيج الأحقاد، وتنتج اختلالات تظهر آثارها الفورية في كل قطاع أو أعمال تطالها، وتشبه نتائجها نتائج الكوارث الطبيعة والجوائح، التي يتم الاحتياطوالاستعداد لمواجهتها فرديا وجماعيا وبالسياسات والإمكانيات العمومية والخاصة، فالجراد والجرذان والعواصف والفيضانات بقدر ما يستهزأ بآثارها بقدر ما تكون أضرارها الاقتصاديةوالاجتماعية والبيئية أكبر وضحاياها كثر، والمؤكد أن لانفع بحصولها إلا لاكتساب الخبرات والتجارب للحد من المخاطر والاضرار المختلفة ...وهكذا فالذين يستفيدون من التاريخ ومن الحكمة الإلهية في الإشارة إلى تاريخ الأمم السابقة، سيقفون على حقائق سماوية ووضعية متوافقة متكاملة تهم استقرار البشرية وتطورها وحماية حرياتها ومعتقداتها، وبناء كل ذلك على العدل الذي يقوم وينتعش به كل شيء، وباحترامه تقوم الحضارات، وبالتطاول عليه تنهار أخرى وتنعدم الثقة في كل شيء..

ولقد أفرز التاريخ طواغيت ومتجبرين وعدميين ومهرجين تطاولوا على الدين بتشويهه وتوظيفه لمصالحهم الضيقة، وتعسفوا وأفسدوا الفكر والثقافة و السياسة، واستهدفوا عقول الناس للتحكم في إرادتهم وجعلهم أتباعا يساقون إلى العدمية والضياع، فاعتدوا وانتهكوا الحرمات والخصوصيات واعتدوا على الحريات ..إن من تجليات الطغيان تجاوز كل الحدود وقلب كل الحقائق فيصبح الباطل هو الحق ،و الشر هو الخير، والضغينة هي المحبة والنفاق هو الصدق والتآمر هو الوفاء .

إن الميوعة والابتذال والتهريج طال كل المجالات، وما تحقق ذلك إلا بانتحال وتسلط مجموعة من الدخلاء على ميادين يفترض أن يكون فيها التنافس بين الخيرين، والبرامج الإيجابية من أجل أن يعم الخير والصلاح، .فلم يسلم الحقل السياسي ولا الفضاء الاقتصادي ولا العمل الإنساني، من آثار عمليات المسخ المتعمد الذي يفقد الإنسان حلاوة كرامة وجوده واستمرار احتفاظه بعقله الذي يتميز به عن الحيوانات المتوحشة وكل من وما يفسد في الارض ..

إن كل تلك الانحرافات السلوكية الشاذة هي التي قال فيها النبي الكريم (ص) :" بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " رواه مسلم

وقال الشاعر : " إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً (**) فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ"

و"الدف "بالدارجة المغربية هو" الطر "

  • جاء في الحديث الشريف : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت".. فنقول في عصرنا هذا ماقاله الرسول الكريم : " الزم بيتك، واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة"