الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

حسن بيريش :وزراء الزمن المغربي المعطوب..!!

حسن بيريش :وزراء الزمن المغربي المعطوب..!! حسن بيريش

1 - العقم طويل الأمد:
- لماذا أصيب رحم المغرب بالعقم،وكف عن إنجاب وزراء في مستوى انتظارات وتطلعات الشعب..؟!
سؤال يتردد على كل الألسنة،ويعثر على شرعيته في وجود وزراء يتصرفون بسذاجة مستفزة،ويراكمون الجهل الغريب، ويطلقون تصريحات تنم عن الأمية السياسية..!!
2 - تهريج فوق كرسي الوزارة:
المغرب،على امتداد تاريخه الحديث،شكل الرحم الولود لطبقة سياسية متسمة بالذكاء السياسي،وقوة الشخصية،والإلمام الواسع بقضايا الوطن والمواطن.
انتفى هذا التميز،وأضحى المشهد السياسي سجين كل أنواع الغباء والعبث والتهريج،ينتج طينة أخرى من وزراء يخفقون حتى في تمرير خطابهم إلى الرأي العام..!!
لا نتحدث،هنا،عن ( الكاريزما السياسية ) التي لم يعد لها من وجود سوى في ( متاحف الحسرة ! ).بل نشير إلى الحضور السياسي في أبجديات تجلياته ،هذا الذي نفتقده،الآن،في الطبقة السياسية المأزومة في العمق،والمصابة بداء ( عطب الوعي )..!!
3 - غباء يتعرى أمام الأنظار:
في زمن قريب،كان الوزراء على دراية كاملة بالقطاعات التي يتحملون مسؤولية تدبيرها.كانوا على اطلاع تام بجميع ما يدور ويجري أمامهم وخلفهم.
فكرة سيطرة الكاتب العام للوزارة على الوزير،لم تكن واردة إلا بالنسبة لوزير ضعيف الشخصية.لأن الوهم المتدثر بفكرة ( المنصب السياسي ) لا ( المنصب التقني ) ما كانت تشكل حقيقة إلا عند وزراء لهم ( استعداد فطري ) لأن يقادوا لا أن يقودوا..!!
مع ذلك،أو حتى في ظل ذلك،ما كان الوزراء يسمحون لغبائهم المثير أن يتبدى عاريا أمام أنظار المغاربة.أو لضعفهم الفاضح أن يستعرض نفسه علانية،وعبر صفاقةمستفزة تثير سخرية جماعية ممزوجة بالمرارة..!!
4 - الوزير آخر من يعلم:
كنا نعرف،من قديم، أن ( الزوج آخر من يعلم ! ).الآن يعلمنا الواقع السياسي المنخور بسوسة العقم،أن ( الوزير آخر من يعلم !! ).
إنها ( الثقافة الجديدة ) السائدة في زمن مغربي يخبط خبط عشواء..!!
5 - الظل الوزاري الأعوج:
إنه لمن المضحك / المبكي - فعلا وحقا - أن يطلع علينا وزيرا هذه الأيام،ويردد،ببساطة مثيرة للسخط العام،إنه لم يكن يعلم.ولم يكن يظن.وما كان يعتقد.إلى آخر أبجديات الجهل الوزاري..!!
والعلم والظن والاعتقاد - هنا - لهم ارتباط كامل بواقع الوزارة التي يديرها الوزير المشار إليه..!!
- كيف - إذن - نلوم رقص أهل البيت إذا كان رب البيت يمسك دفا ويتمايل على الإيقاع..!!
- كيف - إذن - يتمنى المغاربة أجمعين أن تستقيم ( قامة ) حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية،و( الظل ) الوزاري مصاب بهذا الاعوجاج..!!
6 - لنضرب أخماسا في أسداس:
كما أنه من الغريب والعجيب أن تمرر وزيرة خطابا إلى الشعب المسحوق لتقنعه - بمنطق معطوب جدا !! - بأن فقره المدقع وهم لا حقيقة..!!
- إذا كان هذا هو التهريج بعينه،فكيف يمكن ويصح أن يجلس التهريج على مقعد الوزارة..!!؟؟
- كيف تعمى الأعين عن رؤية الحقائق التي تفقأ الأعين بهذا الشكل الذي يجعلنا نضرب أخماسا في أسداس..؟؟!!
7 - من أين جاء هؤلاء الوزراء:
تلك هي طينة الوزراء الذين يتحكمون في واقع وحياة أزيد من ثلاثين مليونا من المغاربة..!!
السؤال الكبير الواسع الذي ينتصب أمامنا الآن:
- من أين جاء هؤلاء الوزراء..!؟!؟
والجواب الذي ينتصب على كل الألسنة:
لقد أتوا من أحزاب سياسية ضعيفة،منشغلة بالتطاحن القاتل على المواقع،والتكالب المقيت على الامتيازات،وتهميش كل الكفاءات،والانتصار للمنطق العشائري المتخلف..!!
8 - زمن أنصاف الوزراء:
أضحى الرأي العام المغربي ينتظر - صباح كل عبث - تصريحا لوزير أو حوارا مع وزيرة،ليتأكد جيدا أن البلاد فعلا ما زالت تعيش في ( زمن أنصاف الوزراء )..!!
- أليس هذا كافيا جدا ليكون رئيس جوقة الوزراء دوما في وضعية من يحمل هاتفه ليقول لهذا الوزير:
- ما هذا التصريح المستفز للناس..!؟!؟
ويردد على مسمع وزيرة:
- كيف تسنى لك إطلاق هذا الحكم الغبي..!؟!؟