الثلاثاء 7 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو :مشاكل التوحل في الخزانات المائية بالمغرب

عبد اللطيف جبرو :مشاكل التوحل في الخزانات المائية بالمغرب عبد اللطيف جبرو
تراجعت مستويات الموارد المائية بالمغرب كما هو الحال في في العديد من أنحاء العالم، مما يطرح علينا وعلى غيرنا وجوب العناية بالمياه المخزونة كعنصر أساسي لاستمرار الحياة.
نحن في المغرب اجتهدنا كثيرا لضمان التزود بالماء الصالح للشرب، أو مياه السقي والنظافة والغسيل، مع ذلك علينا في الحاضر والمستقبل أن نجد ونجتهد حتى لا نعاني من قلة الماء الضروري لاستمرار الحياة، كأن يكون عندنا دائما ما يكفي من المهندسين والتقنيين في مجالات الحفاظ على الماء، وتنصيب منشآت صيانة المنابع والتجهيزات الأساسية، التي تجعل الماء دائما تحت تصرفات التجمعات السكنية في المدارات الحضرية، أو العالم القروي.
ومن أهم ما يجب أن يهتم به المسؤولون عن الماء هو بث مزيد من الوعي لدى السكان في المدن والقرى بكل ما يتعلق بجلب المياه والحفاظ عليها في الخزانات، كالسدود والبحيرات الطبيعية والقنوات المائية.
ويجب الإشارة إلى أن العديد من السكان لا علم لهم بتعقيدات الحفاظ على الماء وتوزيعه في التجمعات السكنية، من ذلك مثلا لا نعرف كلنا إشكالية التوحل في الخزانات المائية، أي نسبة تراكم الأتربة والرمال في السدود المشيدة على الأنهار والأودية المغربية، بهدف التحكم في مياهها، وعدم تركها تضيع في الاتجاه نحو البحار.
علينا أن نعلم بأن مياه سد سيدي محمد بن عبد الله، المشيد على مجرى نهر كرو وأبي رقراق، هذا السد هو الذي يغطي حاجيات الماء الصالح للشرب في منطقة سكنية واسعة تمتد من القنيطرة إلى سلا والرباط وتمارة والصخيرات وبوزنيقة والمحمدية إلى الدارالبيضاء، والكلام نفسه يقال عن السدود الأخرى في مختلف جهات المملكة.
المسؤولون يقدمون لنا في بعض المناسبات، وخاصة بعد نزول الأمطار وذوبان الثلوج، أخبارا عن ارتفاع مستويات الماء في هذه السدود، ولكنهم لا يقولون لنا أي شيء عن مستوى التوحل، أي نسبة الأتربة والرمال المتراكمة في قاع هذه الخزانات المائية حتى نكون على علم بالرصيد الحقيقي لمستويات مياه السدود.
إنها معلومات ضرورية لابد أن يتوفر عليها المواطن ليكون على درجة أكثر بحقيقة الموارد المائية مما يجعله أكثر مسؤولية، أي أكثر قدرة على التعامل مع الثروة المائية في سلوكه اليومي على مستوى الاستهلاك المنزلي، أو استعمال الماء خارج المنزل.
وسيكون من الأليق لو أن المسؤولين شرعوا في إخبارنا بالأساليب والتقنيات، التي يلجؤون إليها للحد من التوحل في الخزانات المائية، وإلى أي حد تتمكن بلادنا من الاستفادة من تجارب بلدان أخرى في مجالات التقليل من مستويات التوحل، للوصول إلى هدف جعل السدود تمتلئ بأكثر ما يمكن من المياه، التي سنحتاجها في الحاضر والمستقبل لتوفير مياه الشرب والسقي والتنظيف.