الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

فوزي بوعزة: سمعنا من كاتب الدولة نجيب بوليف جعجعة ولم نر طحينا!!

فوزي بوعزة: سمعنا من كاتب الدولة نجيب بوليف جعجعة ولم نر طحينا!! فوزي بوعزة

عرف قطاع تعليم السياقة بالمغرب حراكا غير مسبوق منذ شهر شتنبر من العام الماضي، انطلق من تطوان والمحمدية وبني ملال والفقيه بن صالح وبرشيد وسطات والدار البيضاء والرباط والعيون ومدن أخرى من المغرب، مما جعل هذا الحراك يتخذ صبغة محلية وجهوية ووطنية، وذلك نتيجة اتخاذ كاتب الدولة نجيب بوليف قرارات عقابية في مجموعة من مراكز تسجيل السيارات بتخصيص 20 مرشح مرخص لهم باجتياز امتحان رخصة السياقة في اليوم، إضافة إلى الطريقة التي نزل بها بنود عقد البرنامج التي تضمنت مخرجاتها الندوة الصحفية لكاتب الدولة ليوم 8/11/2017، والتي أعقبت الوقفة الاحتجاجية، التي دعا إليها الائتلاف الوطني يوم 3/11/2017 أمام مقر كتابة الدولة.

ومن جهة أخرى، فالنسبة لنا كمهنيين لا نهاب بنود عقد البرنامج باعتباره خارطة الطريق التي ستمهد لإصلاح قطاع تعليم السياقة وإخراجه من عنق الزجاجة، لكن ننتقد الطريقة الارتجالية وغياب المقاربة التشاركية في معالجة الأمور، وهي ما جعلتنا ننتفض ضدها فرادى وجماعات .

إننا بصفتنا مهنيين، وإن كنا نثمن الزيارات التي كان يقوم بها السيد كاتب الدولة لمراكز تسجيل السيارات للوقوف عن قرب على بعض مشاكل القطاع وتشخيصها، فإننا نعيب عليه في الوقت نفسه عدم جلوسه مع المهنيين ومناقشة المشاكل بشكل مستفيض، وحتى إن حصل ذلك في بعض المراكز، الفقيه بن صالح نموذجا، لكن دون أخذ مطالبنا بعين الاعتبار، فقط لذر الرماد على العيون.

لقد خلقت قرارات السيد كاتب الدولة ارتباكا لم يسبق له مثيل، لا على مستوى الإدارة المحلية والجهوية والوطنية، ولا على مستوى مؤسسات تعليم السياقة، أربابا ومدربين وحتى المواطنين، إذ في ظرف وجيز اجتاز امتحان رخصة السياقة ما يناهز 105000 مرشح، مما وضع السيد كاتب الدولة في تناقض مع ما كان يروج له من أن الهدف من هذه الإجراءات هو تلقين المرشح المبادئ الأساسية للسلامة الطرقية وتكوينه وتأهيله ليكون سائقا محترفا، أو على الأقل يكون في مستوى يؤهله لذلك.. ففي شهر واحد عرف اجتياز الامتحان مرشحي شهر دجنبر واستثناء 24 و30 نونبر ومرشحي شهر 1/2/3 من 2018، مما جعل المدربين والإداريين والمرشحين يعيشون على أعصابهم، وخاصة أيام السبت والأحد. كما أنه من القرارات التي اتخذت دون إشعار مسبق للمهنيين، كذلك توقيف العمل بالنظام المعلوماتي.

ولعل ما استغرب له المهنيون كثيرا هو الهالة الإعلامية، وفي جميع أصنافها، وعبر تصريحات السيد كاتب الدولة داخل مؤسسات تشريعية، بأن عقد البرنامج نفذ منه 90%، لنسمع في الأخير جعجعات ولم نر طحينا.. فلا بنك الأسئلة، ولا كتيب المدرب والمرشح، ولا البرنامج الوطني، ولا التعرفة ولا... ولا شيء، غير الارتباك.

- فوزي بوعزة رئيس جمعية آفاق لتعليم السياقة بالفقيه بن صالح