1 - غموضها وجموحه:
المرأة شعر.
الشعر امرأة.
فيه نعومتها،ألقها،وأنينها.
وفيها غموضه،عنفوانه،وجموحه.
هو يمنحها حق اللجوء الى أقاصي الحلم،حيث تزهر أشجانها ويتواتر وجدها.
وهي تهبه القدرة على استشفاف الفتنة،حيث تكمن شهوات الكلام.
حضورها فيه مايكفي لصياغة قصيدة تجهش بالحنين.
وتحتشد بشمائل الذات .
وانبثاقها دليل على شروق أبجديات الأنوثة.و مهماز لخيلاء العبارة.
في الطريق المؤدي إلى المرأة،نلتقي وجها لوجه مع صورة الشعر المنعكسة على مرايا الأنوثة.
هكذا قلت من قبل.
هكذا سأقول من بعد.
2- فناؤه ووميضها:
يعاب على المرأة أنها ليست دائما على شعر.
و يؤخذ الشعر بعدم فنائه أمام المرأة.
هؤلاء لا يدركون أن المرأة - في حد ذاتها - قصيدة.
- فكيف تكتب القصيدة القصيدة..؟؟!
وأولئك يجهلون أن الشعر ولد في إحساس المرأة.ولم يزل يرضع من وميض عينيها.
- فكيف يتهم بالفطام..؟؟!
أحيانا يكتب الرجل بالمداد.ويستعمل القلم والورق.ويهب إصغاءه لنقيضه.
أما المرأة فدوما تكتب بالاحساس.وتتستخدم القلب والروح. وتمنح سمعها لهبوب الذات.
هنا يكمن الفرق بين:
- شعر يلوذ بالمرأة.
- رجل يجنح إلى الشعر.
3- إغواؤها وصبواته:
المرأة دائما على موعد مع الشعر.
الشعر أبدا على لقاء بالمرأة.
حين تريده أن يجيء إليها،في خلوة إبداعية:
تتعطر بأنسام الدلال.
تتزيا بما فيها من صبوات ورغائب.
فيجيء.
وحين يود لقاءها،لاختبار فحولته:
ينشحن بقبسات الإغواء.
يفصح عما فيه من سرائر الجاذبية.
فتهرع إليه.
وحده نابليون بونابارت أدرك مافي الأنوثة من شعر،وما في الشعر من أنوثة،حين قال:
المراة شعر الخالق والرجل نثره.
4- حدوسه وغيمها:
تؤسس المرأة استثناءها في القصيدة،عبر مدخلين إثنين:
الأول:
ذهابها إلى الشعر من خلال معبر الضرورة،وليس عن طريق الاختيار.
الثاني:
إقامتها في اللغة باعتبارها مالكة لناصيتها،لا مجرد ضيفة على معانيها.
تعشق المرأة في الشعر ما يكتنزه من نزوات.
تنسج من تلميحها وتصريحها وشاحا منظورا للأحداق،تتدثر به من عليل العواطف.
يعشق الشعر في المرأة ما فيها من حدوس.
يمتطيها حد الأعالي.
يجعل من الصحو عنوانا للغيم.
من القريب مفازة للبعيد.
مزيدا على مزيد:
كلما أبصرت أصابع امرأة تداعب مفاتن جسد القصيدة،ألمح
حوافز الاستسلام وهي تتأجج في الشعر..!!
وكلما لمحت هوس الشعر متبديا،متبذخا في توق المؤنث من الكلمات،أسمع أنين امرأة ضبطتها القصيدة وهي في حالة تلبس بأشواق الكلام..!!
5 - حبالها وسقوطه:
من خطوات المرأة يتعلم الشعر كيف يرقص طربا على حبال الحروف،دون أن يسقط في النشاز.
لذلك كلما نسيت المرأة توازنها المنغوم،يتذكر الشعر وهجه الضائع.
في خيال الشعر تتدرب المراة على السفر في أعماق البوح دون أن تفصح عن اكتنازها بالخبايا.
لذلك حين ترتاح القصيدة من وعثاء المخيلة،تستشعر المرأة عناء الصمت في أوج الكلام.
لا أريد أن أصدق أن الشعر عند المراة يكتسي شرعيته من وميض العيون الفواتك،وحمرة الخدود الفواتن.
فقط سأصدق أن المراة حين تقول :
- حي على الشعر.
تكون قد توظأت بماء القلب.
وقرأت أيات بينات من بوح الروح في محراب الشجو.
- حي على الشواعر.