الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اقتصاد

شرف الدين فقيه برادة: المغرب قاطرة للبلدان النامية فيما يخص الدفاع عن العدالة المناخية

شرف الدين فقيه برادة: المغرب قاطرة للبلدان النامية فيما يخص الدفاع عن العدالة المناخية

يرى سرف الدين فقيه برادة، مهندس معماري وخبير مبرمج، أن البلدان النامية لا تساهم في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلا بصفة محدودة، لكنها بالمقابل تعاني من نتائج إطلاق غازات تسبب الاحتباس الحراري. مشيرا إلى أن الطاقات المتجددة ليست فقط صحية من أجل بقاء وحياة الإنسانية، بل الأكثر من ذلك إنها ستمكن من خلق وظائف والتي نسميها الوظائف الخضراء، وفي بلدان مثل المغرب حيث كل شيء يمكن بنائه.. معتبرا أن المغرب يشكل نموذجا كقاطرة للبلدان النامية في ما يخص الدفاع عن العدالة المناخية...

+ مواجهة التغيرات المناخية يتطلب إمكانيات مادية مهمة، فلماذا، إذن، لا تتحمل الدول الكبرى الكلفة، علما أنها هي المسبب الأساسي لانبعاث الغازات؟

- مشكل التمويل مطروح على المستوى الكوكبي، حيث نتحدث عن تعبئة 100 مليار وهو المبلغ الذي ينبغي تعبئته من طرف مختلف بلدان العالم. إنها فكرة تبقى مطروحة دون أن تجد طريقها للتنفيذ. وحاليا يمكنني القول إن مشروعا جيدا يمكنه العثور دائما على التمويل، والتمويل لا يطرح أي إشكال بل المشكل يتعلق بإعداد المشاريع ودراسة جدوى المشاريع وتنفيذها وخاصة توقيت المشاريع، علما أن هناك توقيت لاتخاذ القرار وتوقيت للتنفيذ والترخيص الرسمي.. وينبغي التركيز على هذا المستوى، أي توقيت المشاريع، لأن التمويل نصل إليه في النهاية.

+ ما هو دور البلدان السائرة في طريق النمو في مواجهة التغيرات المناخية؟

- البلدان النامية لا تساهم في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلا بصفة محدودة، لكنها بالمقابل تعاني من نتائج إطلاق غازات تسبب الاحتباس الحراري، والتي تتسبب في اضطرابات مناخية، ارتفاع الحرارة، تغيرات مناخية، ومن ثمة نعاني من نتائجها، وهذا ظلم مناخي.. فالبلدان التي تساهم في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلا بصفة محدودة تدفع نتائج التغيرات المناخية أكثر من باقي البلدان، فهي تعاقب بينما بلدان أخرى تلوث. إذن هذا الالتزام الكوكبي فيما يخص الإشكاليات المناخية، من أجل التخفيف والتكييف هو التزام استثنائي، والمغرب يشكل نموذج كقاطرة للبلدان النامية فيما يخص الدفاع عن عدالة مناخية، إلى جانب الالتزامات التي يمكن أن نتحملها سواء على المستوى السياسي أو على مستوى المواطنين.

+ هل يمكن القول بأن الطاقات البديلة تشكل حلا للحد من تأثيرات الغازات؟

- الطاقات المتجددة تلعب دورا هاما جدا بالنظر لكونها طاقات بديلة عن الطاقات الأحفورية التي تلوث وتؤدي إلى انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.. إذن هذه الطاقات المتجددة ليست فقط صحية من أجل بقاء وحياة الإنسانية، بل الأكثر من ذلك إنها ستمكن من خلق وظائف والتي نسميها الوظائف الخضراء، وفي بلدان مثل المغرب حيث كل شيء يمكن بنائه. إذن هنا يمكن خلق حوض استثنائي للتشغيل في الطاقات المتجددة.

+ الجماعات الترابية تفتقر للإمكانيات المادية والبشرية واللوجستيكية من أجل الاضطلاع بدورها في الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كيف يمكن تشجيع الجماعات الترابية في هذا الإطار؟

- أولا، اليوم مع السياسة الجديدة المتعلقة بالجهوية سيتم تمكين الجماعات الترابية من الإمكانيات، وهذا سيتحقق بشكل قريب باعتباره مشروع استثنائي.

ثانيا، الحمد لله في المغرب لدينا مجتمع مدني بارز، وهو ليس مجتمعا مدنيا انفعاليا، بل هو مجتمع مدني ذو خبرة، والذي يمكنه على أرض الواقع لعب دور الوسيط لفائدة المواطنين في حالة وجود تعاون بين الحكامة المحلية وبين المجتمع المدني، وهو ما سيمكننا من تحقيق أمور استثنائية، علما أن التنمية المستدامة ليست مسألة تقنية ولا ترتبط بجلب التكنلوجيا.. فالتنمية المستدامة هي سلوك المواطن أولا، وأكبر طاقة متجددة هي الطاقة البشرية.. فما علينا سوى استغلالها .