من يتابع وسائل إعلام النظام الديني المتطرف في إيران و يتمعن فيها، يجد إنها تحفل بالانباء و التقارير الخاصة بإجراء الاعتقالات أو صدور أحکام بالسجون و المعاقبة بحق أبناء الشعب الايراني ولاسيما الناشطين منهم دونما توقف، والانکى من ذلك إن هذه الأنباء و التقارير تتزايد و تتواتر بصورة إستثنائية ملفتة للنظر في عهد روحاني الذي يصفه البعض بأنه إصلاحي و معتدل!
الشعب الإيراني الذي يواجه آلاف المشاکل و الأزمات المستعصية و يعاني منها بشدة و يتطلع إلى إيجاد حلول لها، فإن النظام الإيراني و عوضا عن إبلاء اهتمامه لمشاکل و أزمات الشعب الإيراني و التنفيس عنه فإنه مشغول و منهمك کعادته باعتقال عارضات الأزياء لظهورهن في انستغرام أو الحکم 16 عاما على الناشطة الحقوقية، نرجس محمدي، والمعتقلة منذ عام في سجن 'إيفين' سيئ الصيت في طهران، بتهم 'الدعاية ضد النظام، وعقد اجتماعات غير مرخصة والتواطؤ مع جهات تريد استهداف الأمن القومي الإيراني، وتشكيل وفتح مكتب لمنظمة لم تحصل على ترخيص قانوني'، وهي کلها تعابير تستخدم من قبل الدوائر الأمنية القمعية للنظام.
مطاردة النساء بذريعة'سوء التحجب' و الشباب بحجة الملابس و المظهر وباقي شرائح الشعب بسبب التجمع وقمع الطبقة العاملة و شريحة المعلمين لأنهم يطالبون بحقوقهم و يرفضون الظلم، بالإضافة إلى العمل دونما کلل من أجل مواصلة تصدير التطرف الإسلامي و الإرهاب إلى دول المنطقة و التدخل في شؤونها، هي دائما على رأس أولويات هذا النظام القمعي وهو لا يتمکن و لا يستطيع أبدا التخلي عن هذا النهج منذ نشوئه و لحد الآن، ولهذا فمن الخطأ الفادح أن يکون هناك من ينتظر ثمة تغيير في هذا النهج بدعوى إن رئيس'إصلاحي'مزعوم في الحکم، بل إن الأمر کان ولا يزال وسيبقى کما صورته و أکدته المقاومة الإيرانية على الدوام من إن ليس هناك من حل مطروح للمشاکل و الأزمات في إيران إلا بإسقاط و تغيير النظام.
نظام يتوسل بالقمع و التعذيب و السجون و الإعدامات و مصادرة الحريات و اعتبار النساء مکون هامشي و النيل من کرامتهن و اعتبارهن الإنساني، نظام يجعل من نفسه وصيا على شعوب المنطقة و يسعى لحکم المنطقة بمنطق "قرو- وسطائي" تعسفي معادي للإنسانية، هکذا نظام يعتبر خطر و تهديد ليس على الشعب الإيراني و شعوب المنطقة فقط وإنما على العالم کله وإن إسقاطه قضية تخدم السلام و الأمن و الاستقرار في العالم کله وإن تأييد و دعم نضال الشعب الإيراني و المقاومة الإيرانية من أجل الحرية و التغيير في إيران بإسقاط هذا النظام هو السبيل الوحيد لذلك.