عندما تتحول الساحة السياسية الموبوءة أصلا في منطقة وادنون إلى انتخابات جزئية يتحدث فيها الفاسد عن فساد خصمه فإن ذلك يصبح إشارة دالة على أن الوضع يزداد سوءا وتدهورا، وعندما يتجمد الوضع العام ويدرك الذين صوتوا وحتى الذين لم يصوتوا، وهذا حقهم، أن على الدولة أن تتدخل، ينسون أن المسؤولية الأولى فوتها هؤلاء وأولائك على أنفسهم، فمن المسؤول عن وجود مفسدين قسموا الساحة الى ثنائية أقصت كل وجهة نظر ثالثة، وهل فعلا ليس هناك مناضلون وطاقات شابة تستطيع أن تقطع مع هذا النزوع إلى أن يسير الشأن المحلي أهل المال من أجل مال أكثر، أي من أجل فساد أكثر، وصرت لا تسمع إلا من مع فلان ومن مع فلان الثاني... ويتزكى الوضع أكثر بهذا التقاطب عندما تكون أحزاب مشاركة في الحكومة ولها مقعد سابق وتنسحب من السباق دونما إعلان يوضح الأسباب، فكيف تفسر هذا الأمر؟ خصوصا وأن الإمكانيات لا تعوزها، فلها من المال ما تستطيع به أن تدخل غمار التجربة وهي تدعي محاربة الفساد...
إن المدن التي قطعت مع ماضيها المتخلف اعتمدت بالأساس على طاقاتها الشابة الواعية بدورها التاريخي وبدلت من خريطة سياسييها وتجاوزت المسيرين التقليديين الذين فازوا بدعم القبيلة أو بشراء الذمم أو بتزكية المخزن الحاضر...
لا تغيير يمكن الحديث عنه والأحزاب الحاضرة الديمقراطية مهمشة تستقبل مشاكل الناس طيلة السنوات والأيام، حاضرة في الشارع تساند قضايا المواطن.. حتى إذا حلت الإنتخابات انفتحت دكاكين جديدة لأحزاب لا حضور لها في الساحة حتى تقضي مآربها فتغيب في مدن الداخل متفرغة لمصالحها الضيقة، مخلفة وراءها الغبار ونقاشا عقيما لفقراء أعانوا الفساد ليقطع الرقاب، وادنون معروفة بأسماء مفسديها /، نعم هم أولئك الذين تفكر فيهم في كلميم وطانطان وأسا وإفني... وغيرهم تابع في فلك الفساد يقنع الناس بأنه الحق، ويعود المناضلون إلى مناهضة السياسات الفاشلة وسط شيخوخة البعض بلا خلف نهاية السياسة تصنعها السياسة العجفاء مثل السنوات العجاف التي لم تمطر سحبا.