الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اقتصاد

بنداوود كسَّاب: "كبسولات" معرض الفلاحة بالدوزيم كشفت لنا المستوى الذي وصل له "الكسَّاب" المغربي

بنداوود كسَّاب: "كبسولات" معرض الفلاحة بالدوزيم كشفت لنا المستوى الذي وصل له "الكسَّاب" المغربي

قدَّم المنشط التلفزيوني والصحفي "بنداوود كسَّاب" كبسولات سمعية بصرية بالقناة الثانية، عن المعرض الدولي للفلاحة في دورته الحادية عشرة بمكناس، وخص جوانب من فضاءات وأروقة المعرض بتغطية خفيفة ومركزة. يقول "كسَّاب" إن هذه "الكبسولات" اعتمدت على الاعتناء باللغة وزوايا التصوير والحركة، لإيصال ما يقع داخل الفضاء والزمان، بطريقة مغايرة عن المعالجة الخبرية المتعارف عليها، لجذب المتلقي وتحبيب مواضيع ومحاور هذه المادة التلفزيونية. وقد عرفت هذه الكبسولات تجاوبا من مختلف الشرائح والفئات العمرية، وجعلت القناة قريبة جدا من الحدث، بمواكبة إعلامية شكلت قيمة مضافة لبرامجها. في هذا الحوار يتحدث "كساب" عن فكرة هذه الكبسولات وتقنياتها ودواعيها، كما يشرح علاقته بالميدان الفلاحي، ويعود بنا لفترات مهمة في مساره كصحفي ومنشط تلفزيوني سجل حضوره إعلاميا بطريقة مهنية تراهن على الإبداع والتجديد.

+ كيف جاء فكرة رصد أنشطة معرض الفلاحة بمكناس من خلال تقنية وأسلوب الكبسولات الخفيفة؟ وما هي علاقتك بالفلاحة؟

- كنت قد قدمت كبسولات سابقة حول المعرض الدولي للكتاب على مدى سبع سنوات، وفي هذا الموسم تمت إضافة "بلاطوهات" جديدة برؤية فنية إعلامية مغايرة للمادة الخبرية.. وعن علاقتي بالفلاحة، وبالضبط بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس (يضحك) ربما لقبي "كسَّاب"- رغم أني لست "كسَّابا" لـ "الأراضي والبقر والأغنام.."- له ارتباط بهذا الاختيار.. شخصيا تجذبني الفلاحة كقطاع مهم، وأبي رحمه الله كان من المؤسسين لشركة كبرى للحليب ومشتقاته، في بداية الستينات من القرن الماضي، وما لم أعشه معه في طفولتي لأنه توفى في سنة 1981 وجدته في الانفتاح على القرية أو البادية التي كانت متجسدة بالنسبة لي في نواحي الدار البيضاء (منطقة الهراويين)، فقد كانت ولا تزال تستهويني مشاهد الجولات في السوق الأسبوعي والفضاء البدوي والبقر والأغنام والأرض والفلاح و"الكساب"، أجد نفسي داخل هذه الفضاءات وخلال مجالسة ومحاورة الفلاحين و"الكسابة" كـ (بوهالي أو غيواني) في "حضرة"، ومن خلال تجربتي في الصحافة المكتوبة اشتغلت على الكثير من الروبورطاجات في العالم القروي.

+ قبل ذلك كنت قد شاركت في برنامج "أبواب المدينة" مع زميلك "سعيد بلفقير"، ألم تؤثر بشكل أو بآخر هذه التجربة في مسارك المهني وصولا إلى كبسولات معرض الفلاحة؟

- تجربة برنامج "أبواب المدينة" جمعتني مع الزميل الصديق العزيز والأخ "سعيد بلفقير"، الذي أوجه له التحية عبر منبركم، كان سندا كبيرا لي في الانطلاق إعلاميا في هذا البرنامج، وما زالت علاقتي معه علاقة تقدير وود.. اشتغلت معه أكثر من عقدين من الزمن.. وفعلا -كما ذكرت- كان هذا البرنامج يلامس القطاعات الحيوية التي تعرفها المدن الكبرى، خاصة الجانب الفلاحي. عندما كنا نتحدث عن "بني ملال" و"لفقيه بن صالح" أو "مكناس"، مع العلم أنه اشتغلنا تقريبا على 40 مدينة، وفي فقرة كنا نسميها "scan" أو "الروبورتاج الكبير"، كنا نقرب المشاهدين داخل وخارج الوطن من المؤهلات التي تزخر بها هذه المدن، في مجال الفلاحة. نحن مجتمع داخل دولة تعتمد على الفلاحة في اقتصادها ومن هذا المنطلق يأتي الاهتمام بهذه المواضيع. كبسولات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، كانت فكرة تراودني أكثر من سنتين، ولحسن الحظ، أن أول دورة التي كان فيها الأستاذ حسن أوريد واليا على مدينة جهة (مكناس تافيلالت)، حضرت لأول دورة كصحفي من خلال اشتغالي في الصحافة المكتوبة، هذه السنة اقترحت فكرة كبسولات لتغطية المعرض الدولي للفلاحة، ووافقت عليها إدارة القناة، وتم الاتفاق مع المحتضن الذي استحسن الفكرة والتصور الأهداف.

+ ما هي أهم الدواعي والحوافز الذاتية التي رافقت إنجاز هذه الكبسولات حول معرض الفلاحة الدولي بمكناس؟

- أنا كمواطن مغربي أفتخر بهذا المعرض وبهذا الحجم الذي ظهر به، وقد شكل لي انتعاشة كبيرة في العمل على إبراز هذه الصورة وتقريبها مني ومن الطاقم ومن المشاهدين المغاربة والجالية المغربية بالخارج والأجانب كذلك. كان الحافز القوي أن أبين للمشاهد المغربي صورة مركزة عن المغرب الفلاحي، وكان الإصرار في التعليق على اللقطات منذ بداية الكبسولة إلى نهايتها، في تمرير لازمة مهمة بالنسبة لي شخصيا، وهي: "المغرب بلاد الخير" وقد وقفنا بالعين المجردة على مستوى الفلاحة بالمغرب، هناك برامج متنوعة وخلاقة وإرادة قوية، يعتني من خلالها المغاربة بقطاع حيوي. فعند حديثنا عن 17 هكتار، يتوضح أنها تضم جميع الأقطاب والجهات الفاعلة في القطاع. لقد لمست أن الفلاح لم يعد ينتظر المطر، وأن واقع الفلاحة بوطننا يعيش تطورا ملحوظا. عندما نشاهد طابورا على العارضين في أروقة "التنقيط" و"الطاقة الشمسية وغيرها نرى بالمباشر أن المغرب كسب رهانات مهمة في المجال. الفلاح يستفيد من التكوين العصري، هناك اهتمام كبير بالآلات المعتمدة في تطوير القطاع، وشاهدنا كيف أن تعاونية فلاحية تأتي من منطقة معينة للبحث عن آلات حديثة واستغلالها في الأنشطة الفلاحية داخل التعاونية لتثمين الجودة. إذن المجال خير منبر لتسويق صورة المغرب واستبشار الخير واستشراف المستقبل، ومكناس نجحت في تبيان أن المغرب بلد فلاحي بامتياز، وبلد الخير، وشكل معرضها شرفة مهمة للإطلال على واقع الفلاحة الذي يعد بالكثير من الازدهار ويعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

+ بحكم أن الكبسولة السمعية البصرية، مرتبطة بمدة زمنية قصيرة. هناك من سيرى أنها سهلة مقارنة بـ "الربورطاج الكبير"، ما هو ردُّك على هذا الطرح؟

- الكبسولات تبدو سهلة في أول وهلة، والحال أنها مقيدة بالزمن وبعدة شروط تقنية وفنية، تعتمد على التركيز الكبير في العمل والضبط والسرعة.. ومن بين الصعوبات التي ترافقها، ضرورة البث في وقت قياسي، إذ يجب أن تبث في نفس اليوم، لذلك تتطلب امتلاك الأدوات الفنية والمهنية والوسائل التقنية، لأن اللقطات السريعة والقصيرة لرصد نشاط معين إعلاميا، تتطلب الإلمام الكبير بما يروج داخل فضاء الحدث الرئيسي لهذا النشاط، لكي يسهل انتقاء مواضيع المحاور الأكثر أهمية والجاذبة للمشاهد.. فإلى جانب فريق عمل متجانس، تتطلب الكبسولة جودة على مستوى الصورة (الزوايا والحركة) والصوت ومنشطا وصحفيا متمكنين من تحمل المادة من رسائل وتقنيات عرضها في حلة كبسولة. وفي رأيي هذه هي التوليفة التي من شأنها إنجاز كبسولات سمعية بصرية ذات قيمة مهمة وبتفاعل مثمر مع المشاهد أو المتلقي. هناك عمل مسبق لتصور الفقرات والميدان يمدك بأشياء جديدة. وهنا أشير إلى المجهودات الكبيرة لفريق العمل المخرج "مصطفى مضمون" وفي الصورة "عبد الله محب" بمساعدة "حسن مراود" وضابط الصوت "عثماني عبد العالي" وفي التوضيب "مهدي جمعة".

+ من موقعك كصحفي ومنشط لهذه الكبسولات حول معرض الفلاحة بمكناس. ما هي أهم النقط التي والانطباعات التي سجلتها بحكم انفتاحك على ما راج في أروقة هذا المعرض؟

- واكبنا المعرض الدولي لفلاحة بمكناس بالقناة الثانية في هذه الكبسولات. في اليوم الأول أنجزنا تغطية إعلامية للافتتاح، بحضور ولي العهد مولاي الحسن، وكنا قد خصصنا كبسولة لضيف الشرف دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لها وضع اعتباري خاص بالمغرب، وقفنا من خلال الكبسولة على المستوى الكبير الذي وصلت له الفلاحة في هذا البلد، وأيضا حجم استثماراتها الفلاحية بالمغرب. أنجزنا أيضا كبسولات حول السلالات الإنتاجية، خاصة السلالات الحيوانية، ووقفنا على المستوى الذي وصل له "الكسَّاب" المغربي. ومن الصدف الجميلة أن جمع المعرض "بنداوود كساب" كمنشط وصحفي و"كسَّابة" و"كسَّاب" كصفات يحملها من جمعهم المعرض. لابد أن أشير إلى تجربة إنتاج وتربية الحلزون إذ تم تشكيل فدرالية كبيرة تشتغل بشكل مهم، ومثل هذه المبادرات هي مشاريع مدرة للدخل وهذه هي الثروة والتنمية الحقيقية. أحسست بالمستوى المريح الذي وصل له المغرب وعاصرته كصحفي من خلال الإعلان عن المبادرة الوطنية للتمنية البشرية و"حساب الألفية الثالثة".. فعلا الثمار بدأت تعطي أكلها على المستوى الفلاحي والاجتماعي والاقتصادي للمملكة المغربية، وأحسست أن الاهتمام لم يعد مركزا فقط على المدن الكبرى. التعاونيات لم تعد صغيرة، أصبحت متوسطة إلى كبرى وذات نفع اقتصادي واجتماعي مهمين.