الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

محمد شويكة: هذا هو الدور الذي يمكن لـ "لوتار" أن يلعبه في علاقته بالتراث اللامادي

محمد شويكة: هذا هو الدور الذي يمكن لـ "لوتار" أن  يلعبه  في علاقته بالتراث اللامادي محمد شويكة

في إطار فعاليات الدورة السابعة لمهرجان لوتار، المنظم من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث بسطات، تم تنظيم ، مساء يوم الجمعة 22 دجنبر، ندوة علمية بالمركز الثقافي لنفس المدينة حول موضوع :"استراتيجيات القطاعات الوصية على الثقافة لدعم التراث اللامادي" شارك فيها كل من: عبد الحق افندي، مدير مديرية الفنون بوزارة الثقافة بمداخلة؛ حول تدخلات الوزارة في حماية التراث اللامادي ، والمختار الفاروقي المعروف بدراساته الانتروبولوجية، باحث وممارس في مجال التراث اللامادي المدير الجهوي لوزارة الثقافة لجهة سوس ماسة بمداخلة في نفس الموضوع .

وأدار الندوة القاص والناقد الأدبي والسينمائي، محمد شويكة الذي استهلها بكلمة أشار فيها إلى أهمية التراث اللامادي في المغرب واستراتيجيات القطاعات الوصية لدعمه وحمايته والتطرق إلى المشاكل المتعلقة بالمحافظة على هذا التراث، وكيف يمكن أن نجعل منه ذا قيمة كبيرة. وأضاف بأن مفهوم التراث قد عرف مجموعة من التحولات بشكل كبير جدا خصوصا بعد أن تناولت المفهوم منظمة الاونسكو وأصبح يعتبر حجر الزاوية فيما يتعلق بالدراسات الثقافية والدراسات الانتروبولوجية والاجتماعية بصفة عامة لأن جميع المختصين في هذا المجال عادوا إلى مفهوم التراث وخاصة في شقه اللامادي ما جعل مفهوم التراث مفهوما متحولا قد بختلف ابستيمولوجيا مع العديد من المفاهيم الأخرى، بحيث عندما نذكر التراث نتحدث عن أنماط العيش بمفهومها الشامل فنتحدث عن الثقافة وعلاقتها بالانتربولوجيا، فهذا المفهوم إذن هو مفهوم حي وديناميكي مما جعل إستراتيجيته لا تكون ثابتة على اعتبار انه يتحول مع أنماط العيش.

وتابع شويكة قائلا: إن مفهوم التراث لم يعد يقتصر فقط على المآثر وجمع التحف بل تحول اليوم ليطال مجالات أخرى، كالعادات والتعبيرات الحية للأجداد والأسلاف التي يتم تمريرها للأحفاد ومنها العادات الشفهية ،و فنون الفرجة ، والممارسات الإجتماعية، والطقوس والأحداث الإحتفالية، و المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون ، المعارف وكيفية العيش وبالتالي هذه الأشياء كلها تجعل المفهوم يكون هشا لأنه ليس ماديا ويقع في الذاكرة الجماعية للناس ويستعمل بشكل يومي وهذا ترك الكثير من الناس لا يعون قيمة هذا التراث خاصة واننا نعيش اليوم مجتمعات انقسامية كما عبر عن ذلك بول بلسكون، ونحن حسب الدارسين لسنا أمام نمط عيش واحد بل أنماط عيش متعددة وبالتالي هذا النوع من الثقافة او التراث اللامادي يمكنه ان يقوم بدور استراتيجي في الحفاظ على التعدد الثقافي لأن التعدد الثقافي هو قيمة كبرى بالنسبة للمجتمع المغربي ، فهل يعي المغاربة اليوم بدور هذا التراث؟ ثم لا ننسى هنا أن مسالة التعدد والحفاظ عليه أصبحت تطرح نفسها على القيمين على هذا المجال بصيغة عامة أمام غزو العولمة وأصبحنا أمام ثقافات عابرة للقارات كالسلع لها لغتها ولها أعلامها لها رموزها ولها إيديولوجيتها و بالتالي فهي تقزم هذا النوع من الثقافة المحلية وتحيلها إلى نوع من الفلكلور.

ولان المناسبة شرط كما يقال التقت "أنفاس بريس" بشويكة وسألته حول دور آلة لوتار في تثمين التراث اللامادي، فأوضح شويكة بأنه من اللحظات المهمة لأي مهرجان و بالاخص مهرجان لوتار الذي نعيش فعاليات دورته السابعة هو التفكير فيه بالجانب الثقافي ، ففي مثل هذه المهرجانات نجد أن كثيرا من الجمهور الذي يحضر إليها ينشغل بجانبها الفرجوي فقط وهذا الجانب وإن كان مهما فإن الشق الفني والبحثي يبقى أساسيا، أيضا ، لأنه ينير لعامة الناس والمهتمين، أيضا، بالقيمة التي يمكن أن يحظى بها هذا النوع من التراث، خاصة ونحن نتحدث عن مهرجان لوتار، فإن هذه الآلة واستعمالاتها وشيوخها الذين يعزفون عليها وخصوصيتها وكلام قصائدها أو العيطة هي كلها عناصر مهمة جدا بالنسبة للباحث وخاصة انها تختلف من منطقة إلى أخرى ولها امتدادات و عندما تتكلم مثلا عن تدينيت في الصحراء وهي كانت آلة موريتانية وتكيفت مع ظروف مغربية، وأيضا فاستعمال لوتار في مناطق رعوية يختلف عن استعماله في مناطق جبلية أو في الأطلس لهذا فمثل هذه الندوات لا يمكن إلا أن تكون فاعلة في خدمة آلة لوتار وتطويرها وتعميق البحث في شأنها والتعريف بها على نطاق واسع.