مات يونس.. مات يونس، إنهما الكلمتان اللتان مازال ينطقهما بغصة الصدمة أقاربه، وهو الذي لم يخبر عنه طريح فراش أو نزيل مستشفى أو حتى عُرف بسهولة نيل المرض منه. وكل ما في الأمر أن رصاص الغدر العنصري أبى إلا أن ينوب عن جميع الأسباب، ويضع حدا لحياة هذا المهاجر بالأراضي الإسبانية عن سن 39 عاما. وغاصبا في الوقت ذاته أمله في زيارة الأهل التي مقررا لها هذا اليوم الأربعاء.
حدث ذلك أول أمس الإثنين بالقرب من بلدة "فونتي دوينيا ديل تاخو" حين اصطدمت سيارته بأخرى لرجل أمن إسباني يدعى أنخيل لويس ويبلغ 31 سنة. هذا الأخير الذي لم يتردد في إخراج مسدسه وإفراغ خمس رصاصات في رأس ابنة مدينة سلا قبل أن يسقط قتيلا وسط بركة دمائه. منتهية بذلك مسيرة الـ15 عاما الني قضاها لدى الجارة الشمالية، ومنها ما تقاسمها مع زوجته واثنين من أبنائه، 3 و5 سنوات، يتجرعان اللحظة أولى مرارة اليتم.
ولو أن المقتول ليس الأول ولن يكون الأخير من ضحايا أياد الغدر التمييزي، فإن رحيله المفجع ترك حزنا عميقا لدى كل معارفه، دون الحديث طبعا عن والديه عبد الرحمان السليماني وعائشة الصوابني، اللذان أخرس هول الصاعقة لسانيهما، إلا من دعوات المغفرة له، وأيضا دعوة المسؤولين إلى اتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات للبحث في تفاصيل هذا العمل الإجرامي، والتأكيد على أن دم المهاجر المغربي غال وليس من السهل هدره بتلك الطريقة الهمجية. كما يتم التعامل لما يعتدى ولو بالضرب فقط على أحد مواطينهم ببلد ما.
أما شقيقته فاطمة ففجرت غضبا عارما على المعنيين المغاربة الذين لم يكلفوا أنفسهم واجب السؤال، وتعاملوا مع الحادثة باستخقاف مهين وكأن الضحية ليس بشرا، تستنكر أخت القتيل، لتطالب بعد ذلك حكومة عبد الإله بنكيران بالتحرك عاجلا ورد الاعتبار للمغرب والمغاربة.