الخميس 25 إبريل 2024
جالية

موسى الملاحي: الأحزاب السويدية اخترقت الإسلام من بوابة الإسلاميين؟!

موسى الملاحي: الأحزاب السويدية اخترقت الإسلام من بوابة الإسلاميين؟!

الصراع وعمليات الكر والفر داخل الأحزاب السويدية بين الإسلاميين من جهة، والسويديين من جهة أخرى، أدت إلى عمليات اختراق متبادلة عملت على الوصول إلى القوانين السويدية من جانب الإسلاميين والوصول إلى الإسلام من جانب السويديين!

المعركة التي يدور رحاها منذ عقود بعد أن وصل عدد من المسلمين الذين اختطفوا تمثيل الجالية المسلمة والعربية في البلاد من خلال الانخراط في الأحزاب السويدية الأوسع انتشارا أدى إلى اختراق الفلسفة الإسلامية والدين والشريعة التي تحكم تصرفات وأفعال المسلمين.

ولى تلك الاختراقات تمثلت في الفتاوي التي أصدرها بعض الإسلاميين بجواز دفن ألعاب الأطفال معهم وتبع ذلك مشروع أمام الكنيسة، ويجري الحديث الآن عن تعيين إمامات في المساجد!

إن الوهن والشعور بالضعف والانبهار أمام الحضارة السويدية الذي أصاب الإسلاميين كان له أثر كبير على شخصية المسلم والعربي في هذه البلاد، وكان سببا مباشرا لحدوث انفصام وشرخ في عقيدة المسلم، خصوصا من أبناء الجيل الثاني الذين يؤمنون بالديمقراطية ولديهم أسلوب معيشة سويدية ونشأوا في أسر مسلمة لديها إرث حضاري إسلامي يعكس مظاهر التدين والانتماء للأمة العربية والإسلامية.

حالة الانفصام التي تسبب بها الإسلاميون للشخصية الإسلامية تجلت في بروز منهجين واقعيين، أحدهما يؤمن بالإسلام الليبرالي المتحرر ويتقبل الثقافة السويدية وانخرط بها بعيدا عن المسائل الفقهية والشرعية "الحلال والحرام"، ومنهج آخر نزع إلى التشدد في الفتاوي.

الباحث في كلية الدفاع الوطني لارش نيكاندر عبر عن خشيته من أن الإسلاميين تمكنوا من اختراق حزب البيئة للحصول على الثقة، مشبها ذلك باختراق الأحزاب الشيوعية لنظيرتها السويدية إبان الحرب الباردة في محاولاتها للتسلل للأحزاب السويدية الديمقراطية.. ويذهب الباحث إلى أن جماعة الإخوان المسلمين حصلت علي موطئ قدم في حزب البيئة السويدي.

استدل الباحث على ذلك بحادثة رفض الشاب اليافع يسري خان المدفوع به للانخراط في حزب البيئة مصافحة الإعلامية السويدية التي أجرت حوارا معه ورفض مصافحتها بالإضافة إلى صور رفع بها ممثلو الرابطة الإسلامية إشارة رابعة كدليل على انتمائهم التنظيمي للإخوان المسلمين.

معركة الكر والفر في الاختراقات بين الإسلاميين والأحزاب السويدية تتجلى في التعاون بين الرابطة الإسلامية والحزب الاشتراكي الديمقراطي.. فهناك عدد لا بأس به من الإسلاميين ينخرطون في صفوف الحزب، وعدد آخر ينخرط في حزب الموديرات ووصلت الأمور إلى انتماء بعض الإسلاميين للحزب الشيوعي السويدي، أي أن الأمر لا ينحصر في حزب البيئة السويدي.

على الطرف الآخر يوجد عدد كبير من السويديين الذين يؤمنون بوجهة النظر الصهيونية داخل الأحزاب السويدية، ومنهم يهود علمانيون يكون لديهم احتكاك مباشر مع الإسلاميين داخل الأحزاب السويدية غايتهم الوصول إلى إحداث شرخ في فكر الأمة ووعيها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف.

انطلاق الإسلاميين للعمل السياسي في الأحزاب السويدية من المساجد أدى إلى مساهمة السويد في تكريس اختطاف تمثيل الأمة العربية والإسلامية من جانب مجموعة معينة عملت على عزل الأكاديميين والمختصين العرب والمسلمين، واستأثرت بتمثيل الإسلام والعرب في السويد، ووظفت ذلك لمصالح ضيقة جدا تنحصر فيها أو من يدور في فلكها، فتراجع الإبداع والاندماج في المجتمع السويدي، وأدى إلى هذه الفوضى والتي ما كانت أن تحدث إذا ما عززت السويد العمل المباشر مع الجالية العربية والمسلمة في البلاد، فهناك عدد كبير من المفكرين والأكاديميين العرب الذين آثروا العزلة في ظل تغول الجمعيات والمؤسسات التي اختطفت تمثيلهم.

السؤال المطروح بإلحاح هو: هل اخترق الإسلاميون الأحزاب السويدية؟ أم أن السويديين اخترقوا الإسلام من بوابة الإسلاميين!!!!؟