السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عمر عباسي:إبراهيم صيكا مازال يناضل من أجل قبر وجنازة !

عمر عباسي:إبراهيم صيكا مازال يناضل من أجل قبر وجنازة !

لم يعد من الممكن أن يمر من شارع المختار السوسي، لم يعد من الممكن أن يتأبط سترة النضال ويتوجه صوب الرفاق، لم يعد بالإمكان أن يقبل رأس أمي عيشة، ويغادر البيت كما اعتاد القيام بذلك كل صباح،

لم يعد بالإمكان أن يجلس معنا في "علي بابا" و ينادي على النادل بانشراح كما اعتاد على ذلك كل مرة،

لم يعد بالإمكان أن يقرأ كتب السوسيولوجيا التي أحبها كثيرا..

كان بالإمكان أن نكون مكانه.. إبراهيم نموذج حي لكيف يتنكر الوطن لأبنائه ويعاملهم بقسوة وبلا رحمة.

هو ابن جندي في القوات المسلحة، شارك في معارك تحرير وادنون من الاحتلال الإسباني والفرنسي وشارك في المعارك ضد البوليساريو..

نعم يشبهنا ونشبهه

ينتمي إلينا وننتمي إليه

بعنفوان الشباب..

بقوة الشباب.. بصدق الشباب.. بعزيمة الشباب.. واجه القمع.. واجه الظلم.. واجه الإقصاء..

هل ذنب الشباب المغربي اليوم

أنه ذهب للمدرسة

وبعدها الجامعة

ليجد نفسه بلا عمل يضمن له الكرامة

لماذا تم اعتقاله؟ لماذا لم يتم إسعافه؟ لماذا يتم الزج به في السجن للمحاكمة؟

احتكاكات المعطلين مع رجال الأمن لا تخل منها أي وقفة في جميع مدن البلاد، من العيون إلى الرباط إلى بوعرفة إلى تنغير واللائحة طويلة فلماذا يعتقل صيكا دون الآخرين؟

لماذا لم يتم تمتيعه بالسراح المؤقت؟ هل كان يشكل خطرا على الأمن العام والنظام العام؟

إبراهيم صيكا.. سيظل حيا فينا

سيظل جرحا فينا

سيظل حلما فينا

سيظل أملا في وطن لا يقتل أبناءه بلا رحمة ولا شفقة...

من أمر بالاعتقال؟ ومن قام بالاعتقال والتحقيق؟ ومن أمر بوضعه تحت الحراسة النظرية؟ ومن تخلف عن تقديم العون له؟ كل هؤلاء يجب أن يساءلوا عن ظروف استشهاده؟ إبراهيم صيكا هو قرباننا للكرامة،إبراهيم صيكا هو شهيدنا نحو الكرامة.

سيذكره التاريخ كما سيذكر من أغلقوا أفواههم وانخرطوا في مؤامرة الصمت !

عندما عدت إلى سماع أشرطة الفيديو التي تغطي تدخلاته في الوقفات الاحتجاجية، وجدته يشبهنا كثيرا..

حديث قوي وعميق حول الديمقراطية والحرية...

حديث قوي وعميق حول حقوق الإنسان ...

حديث عميق قوي حول المواطنة...

تأصيل دستوري وسياسي وأخلاقي للحق في التشغيل...

هكذا تكلم صيكا

بلغة واضحة

بصوت جوهري

محاطا بالأمن والقوات المساعدة دوما

كان يردد "نريد وطنا صالحا للعيش"..

العودة إلى الوقائع منذ اعتقاله يوم فاتح أبريل الجاري تؤكد أنه كانت هناك إرادة لإسكات إبراهيم صيكا.

تم اعتقاله بقرب منزله عندما كان يهم بالتوجه لمشاركة في وقفة للمعطين...

تم تفتيش منزله بشكل عنيف ومهين...

أخبر والدته عندما زارته بالسجن المحلي ببوزكارن بأنه تعرض للتعذيب،

أخبر وكيل الملك بأنه تعرض للتعذيب،

تم نقله عدة مرات للمستشفى الإقليمي لتدهور حالته الصحية...

عندما تم نقله لمستشفى بأكادير ترك ملقى عدة ساعات قبل إدخاله إلى غرفة الإنعاش...

لكل هذه الأسباب وغيرها...

مازالت عائلته ترفض تسلم الجثة وإقامة جنازته قبل أن تعرف الحقيقة.

بلاغ الوكيل العام للملك صيغة على عجل لتبرئة الدولة من دم صيكا.

ولكن دمه سيظل في عنق الدولة زمنا طويلا وحتى نعرف الحقيقة .

كان صيكا معطلا نعم

كان حقوقيا نعم

كان معارضا نعم

كان رافضا للحكرة نعم

كان كل ذلك ولكنه كان يحلم بوطن يتساوى فيه الجميع

كان يحلم بوطن التوزيع العادل للثروة

كان يحلم بوطن الكرامة.

كان يناضل من أجل وطن صالح للعيش.