رشيد برادة
أقر الدكتور رشيد برادة، المدير العام لمدارس "الرياض" في مدينة الدار البيضاء، بتصنيفه مادة "الفلسفة" مكانة متميزة وإن كان يحتفظ لباقي المواد بأهميتها في مسار التكوين التعليمي للتلاميذ. وتابع في لقاء احتفالي أكثر منه حواري مع جريدة "أنفاس بريس"، كون ما تعرضت له "أم العلوم" من محاولات الحصار بدت تداعياته بشكل رهيب إن على مستوى تراجع القيم أو خلخلة المبادئ. لهذا، أكد الدكتور برادة على ما توليه مدارس "الرياض" لبعض الأنشطة الإستدراكية، ومنها الإحتفاء باليوم العالمي للفلسفة، من منطلق الإقتناع بإمكانية إفادة المتمدرسين أكثر مما يلقنون إياه داخل الحصص الصفية.
+ ماذا تعني لك الفلسفة كمسؤول تربوي له اطلاع على جميع المواد المُدرسة؟
++ بعد التأكيد على أهمية البرنامج الدراسي في شموليته، تظل لمادة الفلسفة خصوصيتها المتميزة باعتبارها حجر الركن للإنفتاح على شُعب الفكر والخلق. إذ بدونها لا أظن هناك مجال لانتظار المرغوب فيه من مكارم الأخلاق والقيم. لذلك كان واضحا المآل الذي انساقت إليه المبادئ وتدحرجها من موقع السمو إلى سفح الإنحدار منذ أن بدأت محاربة الفلسفة، وقصفها بسهام الحصار كشأن قابل للإستغناء عنه. لكن، ما يبقي للأمل محلا في خضم هذا التحول المقلق صمود العارفين بالقيمة الحقيقية لهذه المادة، ومقاومتهم لغرض تبيان دورها في تأصيل أي تقدم ذا بُعد معرفي فكري.
+ ربما هو السياق الذي أتى فيه تنظيم هذه الندوة وبحضور قامة من حجم الدكتور مصطفى العمري؟
++ لا شك في ذلك. إذ ومن منطلق اقتناعها بضرورة الحرص على منح الفلسفة القيمة التي تستحق، بادرت إدارة مدارس "الرياض" إلى تخليد هذا اليوم العالمي، بل وتأريخه بتكريم الأستاذ مصطفى العمري والأستاذة مليكة غبار لما يشكلانه من رمزية جديرة بالتوقف عندها. وصدق التوقع حين ساد التجاوب بين جميع المشاركين الذين وبالمناسبة كانوا أيضا من الوجوه الوازنة، سواء مؤطرين أو مفتشين أو مفكرين، بحيث تم نقاش العديد من القضايا الفلسفية، وإن أثبتت جميعها حقيقة واحدة وموحدة، وهي الحاجة للفلسفة.
+ وكيف يمكن لهذا اللقاء أن يفيد تلاميذ المؤسسة؟
++ كما أسلفت، فإن استضافة أستاذة كبار ليس من شأنه إلا أن يرسل للتلاميذ كافة برقية وجوب التشدد في اختيار النماذج المؤهلة للإقتداء بها، ومن ثمة تقفي آثار مسارها لما أهدته من أيام حياتها للحقل الفكري. ومن جهة أخرى، محاولة استغلال الفرصة لتنويرهم بأهمية المجال ودوره في حياتنا المجتمعية وأيضا ضلوعه في تفكيك الأفكار والمصطلحات وطريقة معالجتها، بحيث يصبح الطالب مقتنعا بتلك الأهمية القصوى للفلسفة كمفتاح تطوير آفاق إمكانياته ليكون بمستوى أفضل. مع العلم أن مدارس "الرياض" كانت دائما منشغلة بهذا النوع من الأنشطة التي نعتبرها تلقينا بالملموس، والذي يتيح للطلبة تعلم أشياء كثيرة قد لا يمكنهم تعلمها في الحصص الصفية العادية داخل القسم.
