Monday 30 June 2025
مجتمع

دبيش: ما الذي يمنع المغرب أن يفتح الحدود نحو الأفارقة للعبور إلى الفردوس الأوروبي؟

دبيش: ما الذي يمنع المغرب أن يفتح الحدود نحو الأفارقة للعبور إلى الفردوس الأوروبي؟ الأستاذ عبد الوهاب دبيش، وبعض المهاجرين من جنوب الصحراء

على هامش المواجهات التي وقعت بين مجموعة من الأفارقة و ساكنة درب الكبير ومحيط محطة أولاد زيان بالدار البيضاء، حاورت جريدة " أنفاس بريس " أسئلتها للأستاذ الجامعي عبد الوهاب دبيش الذي أكد على أنه "إذا كانت دولة السويد التي تعتبر أرقى الديمقراطيات العالمية، وفرنسا وألمانيا، يطردون الأشخاص المتواجدين فوق أراضيهم بشكل غير شرعي. لما لا في المغرب، ما المناع من ذلك، وما المشكل أن نقول لهذا المهاجر السري أنت ليس لك الحق في الإقامة والتواجد على أرض المغرب" .

++ ما وقع أمس الجمعة من مواجهة بين الأفارقة وساكنة درب الكبير بالدار البيضاء، يطرح سؤال مسؤولية تساهل الدولة المغربية مع المهاجرين الأفارقة. ما هي قراءتك الشخصية لهذا الحدث ؟

ـ ربما هذا التساهل يرجع إلى ورقة العلاقة القائمة ما بين المغرب والقارة الإفريقية، وهي التي تحرج الدولة المغربية في التحرك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات ضد الأفارقة المهاجرين، رغم أن الكل يسجل أن هناك فوضى عارمة يقومون بها في أوساط مجموعة من الأحياء بعدة مدن مغربية، من بينها مدينة الدار البيضاء، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن جيراننا ساهموا بشكل كبير في نقلهم إلى الحدود المغربية. لا ننسى أن الجزائر قد لعبت دورا مهم جدا في نقل المهاجرين السريين الأفارقة، بوسائل نقل لوجيستيكية تابعة للجيش الجزائري، ودفعهم دفعا إلى الحدود المغربية، تجربتنا مع اللاجئين السوريين اعطتنا فكرة بأن المغرب لا يمكن له أن يتعامل بمنطق سلبي مع الظاهرة، على اعتبار أن المغرب وقع على اتفاقيات دولية تتعلق بحقوق الإنسان والمهاجرين واللاجئين، لذلك في اعتقادي، لا يمكن للدولة المغربية أن تتعارض مع نفسها، وتتعارض مع الوثائق والاتفاقيات الدولية التي وقعتها .

++ هل يجوز طرد المهاجرين بحكم أنهم يشكلون حملا ثقيلا على المجتمع ولا يقومون سوى بالتسول؟

ـ إذا كانت دولة السويد التي تعتبر أرقى الديمقراطيات العالمية، وفرنسا وألمانيا، يطردون الأشخاص المتواجدين فوق أراضيهم بشكل غير شرعي. لما لا في المغرب، ما المناع من ذلك، وما المشكل أن نقول لهذا المهاجر السري " أنت ليس لك الحق في الإقامة والتواجد على أرض المغرب، لأنك لا تتوفر على أوراق هوية ووثائق تتببت جنسيتك وهويتك، ولا يوجد أي مبرر بأن تتواجد فوق التراب المغربي . ليس لك شغل، ليس لك أوراق هوية لا نعرف من أي جهة أتيت، لا يمكن لنا إلا أن نقلك إلى المكان الذي أتيت منه. "

++ هل يحوز للمواطن المغربي أن يحل محل الدولة لتكوين ميليشيات لطرد المهاجرين الأفارقة؟

ـ لا أبدا، هذا تسيب، وهذه فوضى. لما يحل المواطن محل القانون، اعتبر أن الدولة لا وجود لها، لا يمكن أن يمارس المواطن شرع اليد، هذا تسيب خطير، يتعارض مع مفهوم دولة الحق والمؤسسات ويرسم معالم دولة الفوضى، أين هي السلطات المعنية؟ هل أصابها العمى؟

++ لكن الدولة المغربية سمحت في حق المغربي لترضي الطرف الأوروبي الذي يضغط على المغرب ليلعب دور الدركي لوقف عبور المهاجرين السريين نحو جنة الفردوس ؟

ـ من سوء تعاملنا مع الاتحاد الأوروبي أننا لم نستغل جيدا ورقة المهاجرين، كلنا نعلم أن المهاجر الإفريقي السري لا يريد أن يقيم في المغرب، بل يريد العبور نحو أوروبا، فما هي مشكلة المغرب إن فتحت الحدود نحو الأفارقة للعبور إلى الفردوس الأوروبي، لنترك الأوروبي يواجه بنفسه هذا التسونامي من الهجرة، ويمارس ديمقراطيته على الأفارقة، لنترك اسبانيا وإيطاليا تواجهان هذه الظاهرة المقلقة فعلا، لنرد لهم الصاع على مستوى مواجهتنا بملف صحرائنا المغربية ووحدتنا الترابية، حتى يقتنعان بدور المغرب في مواجهته لجحافل المهاجرين السريين الأفارقة.

إن مواقع المسؤولية صراحة في المغرب لا تسند لأناس لهم القدرة على إدارة ملفات من هذا الحجم، ويفكرون بشكل سليم وصحيح. قضايا مصيرية تسند لأشخاص مناسبتيين، وضعوا لغاية في نفس من وضعهم في كراسي المسؤولية ـ ونبينا عليه السلام ـ ، مثل هذه الملفات الحارقة "ماخصهاش اللعب"، لأننا نلعب بمصير البلد، يجب أن لا ننسى بأن الأفارقة اليوم يتوفرون على أسماء وازنة فنيا في الساحة الديبلوماسية، وقد سمعت مؤخرا تصريح أحد الأفارقة وهو يتهم المغرب باسترقاق الأفارقة، وتم اقحامه في ما يقع بشمال إفريقيا، هل نحن نقوم ببيع العبيد الأفارقة في بلادنا ؟ أكيد لا ، الأخطر من ذلك أن هذا التصريح لم يرد عليه أي أحدا من المسؤولين.