خرج ملايين المغاربة للمشاركة في مسيرة الرباط يوم 13 مارس الجاري للاحتجاج على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، وهو خروج يثبت أن المغاربة درع واحد أمام كل هجوم على وحدته الترابية. غير أن الملاحظ أن كبريات القنوات العالمية، أمثال الـ "سي. إن. إن" والـ "بي. بي. سي".. إلخ، لم تتناول هذه المسيرة المليونية، لا من قريب ولا من بعيد، وكأن المغاربة خرجوا للنزهة أو لجني الزيتون أو لمشاهدة مباراة في كل القدم أو الريكبي، والحال أنهم خرجوا للاحتجاج على بان كي مون، وفي قضية يعتبرها المغاربة قضية مصيرية. وهنا يطرح السؤال: إذا كان وزير الاتصال، الذي لا يترك أي فرصة تمر دون أن "يفتخر" بمنجز وزارته وبالريالات التي يمنحها لهذه الجهة أو تلك، فلماذا عجز في أم القضايا عن تحريك القنوات العالمية وتعبئة ممثلي الإعلام الدولي المعتمد بالمغرب؟ ما جدوى وزير الاتصال إذا كان تأثيره لا يتجاوز رقعة بلاده؟ وهل يدري الخلفي أن الرهان، في هذه القضية، رهان دولي بالأساس، وأن خدمة قضية الصحراء تبدأ من "فن الاتصال" وتنتهي إليه؟
إن مصطفى الخلفي، قبل أن يكون وزيرا ينفخ ريشه أمام كاميرا التلفزيون، وفي الملتقيات، هو مدير سابق لجريدة، وكان من المفروض أن تكون له علاقات طيبة وصداقات مع كل الصحافيين الأجانب، خاصة الذي يمثلون كبريات القنوات لحشد متابعتهم للمسيرة (ولا نقول حشد دعمهم)، حتى يعلم العالم بأن 3 ملايين مغربي لم يترددوا في الخروج للتعبير عن شجبهم للتصريحات التي وردت على لسان بان كي مون، والتي تؤكد أن الحياد المفروض في أي نزاع في خبر كان.
إن السؤال الذي نطرحه على وزيرنا الذي يستحق لقب "وزير اتصال حدو طنجة"، هو ماذا كنت تفعل طيلة خمس سنوات؟ ما هي القنوات التي كسبت ودها خارج "الشركة الوطنية" و"الدوزيم"؟ ماهو "الريزو" الدولي الإعلامي الذي نسجته من أجل تغطية فعالة لقضيتنا الوطنية؟ من هم الصحافيون الذين حولتهم إلى حلفاء دائمين؟ من هم مدراء الصحف والفضائيات الذي ربطت معهم علاقات صداقة؟
إن إدارة وزارة للاتصال ليست هي دفتر تحملات أو دعم قاعة سينمائية أو رمي الفتات إلى الصحافيين، بل هو القدرة على تحويل المغرب إلى صديق دائم للدول ذات التأثير الكبير دوليا.
