الخميس 25 إبريل 2024
منبر أنفاس

فواد الكنجي: تحت المطر.. أنا والمطر

فواد الكنجي: تحت المطر.. أنا والمطر

لا أدري ..

من أين يتصاعد هذا الغيم،

لينهمر كل هذا المطر...

.....

أمن عيوني ...

أم من سماء مدن،

لا أعرف أسماءها...

....

فينمو جراحي فوق الحجر

سواداً،

ما ترسم يداهٌ، ضوء القمر

وأنا أستظل تحت سحاب المطر،

بالجمر ..

والنار ...

و الإبر...!

فتموه الأشياء،

في عيني

سقيا بغيم المطر

وأنا أحتسي المر كأسا..

بنار خمر على جمر يستعر...

.......

فأبكي مرا بكاء.. تحت المطر...

......

سقى عطشه قلبي،

في وليمة جرح،

نسل فيه الدم قروحه

على امتداد عروق الجسد

وأنا أسير السفر،

تحت المطر

تائها

بلا قرار

أمضي ..

ولا أدري أين أمضي...

!...

وأنا تحت المطر،

أذوي بحرائق الحب،

لاذعا بمرارة الحزن..

والبكاء ..

والحنين...

......

حتى غشا الظلام،

نور البصر

وأنا لا أدري...

من أين يأتي هذا المطر

أمن عيوني

أم من سماء مدن لا أعرف أسماءها...

!...

و أنا أسير تحت المطر

مبللا.. تائها،

لا أبالي البلل...

.......

فما عدت أدري.. ما يبللني،

دمعي ....

أم قلبي ..

أم هذا المطر....

............!

وأنا أبحت عنك تحت المطر

في شوارع مدن،

لا أعرف أسماءها  .....!

غريق يأس

أذوي مرارة الفشل،

حد الويل.. والصراخ... والفزع

......

فأصرخ ..

أبكي ..

أنادي......

.....

غير رجع صوتي لا يعود ....

...........!

- لن تعود...

............!

فادخل في المجهول،

وراء عواميد الكهرباء ..

تكسر أضواءها..

فيتلاشى الطريق ...

......!

لأعانق الليل بصمت،

حزن.. وبكاء ....

.........

...............!

فأعود

أذوي

أقامر النسيان،

لاذعا بكؤوس الخمر..

تذويني...... لأنسى ......

........

ولا

أنسى ........

.........!

فملامح وجهك،

كشبح يطاردني ..

من شارع إلى شارع

يظهر هنا ...

ويختفي... هناك .....!

كشرار البرق، لمعان ضوئه،

يعكس فوق السطوح المبللة..

يضاء.. وينطفئ..... فيختفي......

.........!

وأنا الملغوم بالجنون

أبحث عنك ...

أفتش...

اقترب من كل وجه

أراه ....

ضننا بأنكِ أنتِ.....!

فلا هو أنتِ .....!

وكل جميل هو أنتِ ....

....!

ومما أضناني الهجر

وأنا تحت المطر

أجن جنونا في الرغبات ...

......!

ليسحقني الخمر ..

والجنون

لأذوي بطيشي ..

وحيرتي ..

وضياعي .......

........!

سنة بعد أخرى ....

يمضي غيابك

وأنا أبحث عنك،

في شوارع مدن لا أعرف أسماءها....

...........!

بقلب ..

بعقل،

ينمو فيه حبك ويكبر،

طفولة.. وصبا.. ونقاء ..

........

وأنا أعدو خلفه

مجنونا لا يبالي

أدغاله ..

وشعابه ..

والتواءه.... تحت المطر

............!

أحبك،

وأنا المزحوم

بغرام حب

أقر بما ارتكبته

من حماقات...... وأخطاء ....

بحقه...... وبحقي   ....

...............!

وها أنا الآن

مزحوم، بأكثر لحظات يأس

بحثا عنك  تحت المطر......

......!

وتحت المطر.. أنا والمطر

نجن جنونا،

في الرقص ..

والكتابة ..

والسفر،

بما يذويني الفراق ..

وعذاب الحب .....

......

فلقد فقدت كنوزه

لأقامر النسيان،

بكؤوس الخمر في الملاهي

بما يذويني

لاختصار أخطائي

لأغرق فيه ...

بما ضاع ،

كل الضياع ........

..........

وعمري من بعدك ضاع.....

ضاع..... ضاع...

ضاع .....!

ولسوف ابكي العمر

بما ضيعته

ما يكفي لتطهير أخطائي

فأتطهر

به ما يكفي ما فات من الأعوام ......

....... !

آه....

لو كان الاعتذار يجدي .....

.......

حين وقفنا ننتظر ....

من سيبدأ الاعتذار .....

........!

ففتحنا للزمن

مسافة السنوات

نقطعها بامتداد المسافات ...

نحو المجهول

خفقا ..

وحروقا ..

وعذابا .........

......!

وكلانا لم نزل،

في عالم واحد

مربوطين بخارطة واحدة

روحا ..

وقلبا ..

تاه عنه العنوان

لتضيع رسائل الحب

في اللا عنوان.....

..............!

فكيف لساعي البريد،

أن يأتي بها......

..........!

.............؟

وأنا تحت المطر

كرسائلي التائه.. بلا عنوان

أبحث عنك،

في شوارع مدن لا أعرف أسماءها ...

......!

أبحث عنك

بهوس أعصاب

وبأكثر حالات جنونا

تائه في نظرة مفتوحة،

نحو كل الاتجاهات

أفتش عنك بمد المطر .....

تحت المطر

..........

آه..... وآه ....

وآه   ...

.......

فلقد أهلكتني سنوات السفر..

والبحث..

والضياع تحت المطر

بما لا استطيع نسيان وجهك،

الذي احتواني

وأخذ القرار،

بما ليس لي من إقرار شيء ...

....!

لأن حبك،

صار أكبر مني

ليغلق المدار.. بهذا المطر

.......!

ولا شيء سوى المطر....

........!

موحشا أمضي

وأنا لا أدري أين امضي

تحت رذاذ المطر ....

.....!

محشو

بالخيبة ..

واليأس ..

ومرارة الفشل، حد الصراخ ...

......

فأصرخ تحت المطر

بأعلى صراخ.....

.......

مخبول دون قرار

يأخذني

الهوس.. والجنون

لأذوي بطعم الخسارة...

والندم

باضطراب قلب عشق آهاته ..

ودموعه بمد مفتوح،

كمد السحاب

لينهمر بالمطر دون عنوان ..

....!

فيؤرخني المطر

سفرا ..

وضياعا  .......!

لأقامر العمر كله

بحثا عنك

تحت المطر  ....

.......!

لا أطيق الرجوع

دون وجهك ....

.........!

وجهك، صار هذا المستحيل

يعود في رجع الصراخ

يسخر مني....

ليعلمني لغة المطر

تحت السحاب

لأمتهن التشرد ..

والبكاء ..

والحزن ..

والنواح

بتكرار ألاف اللحظات، أبدا،

تحت الندم ..

والوجع .. والدموع .....

....

ليبقى المطر يتساقط ..

ويتساقط ....

........

بمد العمر يتساقط

وأنا عنك أبحث،

تارة من خلف الزجاج

وتارة من تحت مظلة المطر

وتحت المطر

فما عُدت أبالي، بما يسيل على وجهي

وبما يبللني .....

دمع

أم مطر.....

.........!

فأنا المبلل بالدمع ..

والمطر ...

........

وأنا الغارق الغريق بالدمع ..

والمطر

........

فامطري يا أيتها السماء

امطري

امطري

امطري

جيدي بالمطر..

كل المطر

وأغرقي الأرض بالمطر

فما عُذت أبالي بما يبللني

أنتِ ...

أم عيوني ....

أم قلبي ....

أم سماء مدن لا اعرف أسماءها........

............!

أمطري

فانا الغارق الغريق بالدمع ..

والمطر

والغارق الماضي

في ظلمة الليل ..

والمطر

وحدي أمضي،

في شوارع لا أعرف أسماءها،

تحت المطر ...

ولا غير أنين الروح

وحفيف الشجر

وصوت المطر

يسمع تحت المطر..