الجمعة 27 سبتمبر 2024
مجتمع

"أنفاس بريس" تُقلب صفحات المسكوت عنه في عملية ترحيل ساكنة كاريان بنمسيك بالبيضاء

"أنفاس بريس" تُقلب صفحات المسكوت عنه في عملية ترحيل ساكنة كاريان بنمسيك بالبيضاء

الإنزال المكثف لعناصر قوى الأمن الذي ضاعف عدد ساكنة الكاريان البيضاوي المتبقين بمنطقة سيدي عثمان، واحتجاج البعض أمام استسلام البعض الآخر للأمر الواقع، فضلا عن إعلان تجديد الموعد يوم 21 مارس الجاري لمحو 11 براكة أخرى من الوجود، كلها وقائع تبدو عادية ومن التي استهلكت إعلاميا، منذ يوم الثلاثاء فاتح مارس الجاري، تاريخ الترحيل.

براريك من ثلاثة طوابق:

غير أنه ومما قد لا يختلف أحد عن كونه من غرائب حصيلة تدخل السلطات بالمكان المذكور هو الوقوف على براريك معدة من ثلاثة طوابق، والتي إن كان ظاهرها محاط بالزنك، إلا أن ما وراءه حيطان منشأة بالآجور والإسمنت، و"دروج" تصل الطوابق ببعضها. وكما تكشف تلك البنايات التي صارت اللحظة أطلالا ليس بأغلبها ما يوحي بأنها كانت يوما محسوبة على سكن صفيحي.

مزاد للشراء قبل الهدم وبـ "الكيلو" بعده:

ومع ذلك، فإن جرافات السلطات لم تفرق في دكها ما بين هذه البراكة وتلك، وسوت الكل مع الأرض. لتبدأ على التو عملية أخرى للسكان السابقين  تنطوي على كيفية التخلص من زنك وخشب "التوجيهة". وهي العملية التي استفاد منها بعض تجار "الخردة" الذين أقاموا ما يشبه المزاد لتقييم المقابل من نظرتهم الأولى والسابقة للهدم. إذ تراوح المبلغ المؤدى ما بين 1500 درهم و2500 درهم للبراكة. علما أن الكلفة الحقيقية لتلك المواد تتوزع ما بين 4000 و5000 درهم دون حساب حاجيات البناء الإسمنتي التي تصل إلى ملايين السنتيمات. أما من أراد التكلف ببيع ما له فالمقابل هو 80 سنتيما للكيلوغرام الواحد.

30 شابا بـ 60 درهم للمساعدة على التفكيك:

هذا، ويذكر بأن السلطات وفرت وسائل النقل للمرحلين من أجل إيصال بقايا براريكهم إلى حيث يريدون، وهي الإمكانية التي استغلها البعض للذهاب بما هدم إلى قرى مجاورة. كما كانت المناسبة فرصة للشباب العاطل، وعددهم 30، للحصول على مبلغ 60 درهما جراء دعوتهم من قبل السلطات لغاية تفكيك البراريك وحملها إلى الشاحنات.

وعلى ذكر هؤلاء الشباب، فإن الدعوة وجهت لهم ومنذ الآن للحضور يوم الاثنين 21 مارس الجاري في الساعة الثامنة صباحا لمباشرة المهمة ذاتها، حيث سيكون الدور على 11 براكة أخرى لتلتحق بدار الفناء تطبيقا لقرار قضائي صادر في الموضوع، وكلهم أمل في أن يكون التاريخ المذكور فعلا بداية إلحاقهم بعمل رسمي كما وُعدوا بذلك.

حصار "اصحاب الشكارة" لبقع المستفيدين في الدورة:

بعد نهاية سيناريو تطبيق القرار، انكشفت فئة ثانية لم تكن بعيدة عن رصد ما يجري، إنها تلك المنعوتة بـ "اصحاب الشكارة" الذين ليسوا سوى منعشين عقاريين يتحينون مثل هذه المناسبات للرفع من منسوب عائداتهم، حيث يقترحون على السكان السابقين التكلف ببناء الأراضي المسلمة لهم والبالغة مساحتها 84 متر مربع، ترتيبا على أن يملك "الطاشرون" السفلي والطابق الثاني وما فوقه، فيما يملك المرحل الطابق الأول. زيادة على الاستفادة مما يسمى بـ "الحلاوة" والمقدرة في 4 أو 5 أو 6 ملايين سنتيم أو أكثر بحسب الموقع، هذا فضلا عن واجب كراء سنة بأحد البيوت من اختياره إلى حين تمام بناء السكن.

وقبل كل هذا، يتم التوقيع رسميا على اتفاق بين الطرفين يتضمن المطالب التي يفرضها المرحل على المنعش العقاري لتنفذ في شقته، سواء تعلق الأمر بنوع الزليج أو الخشب أو الجبص، وما إلى ذلك من المؤثثات.