الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف برادة:أنا و من بعدي الطوفان

عبد اللطيف برادة:أنا و من بعدي الطوفان

مما لاشك فيه ان النخب اضحت تشكل  اليوم العمود الفقري الذي تعتمد عليها المتجمعات كافة من اجل النهوض والرقي  وبهذا اصبح من الضروري ان نتساءل اليوم عن نوعية نخبنا ومدى استعدادها للقيام بالهمام المنوطة اليها تجاه الوطنوهو سؤال مشروع في ايامنا هذه بعدما اصبحنا نشاهد من حين لأخر مواقف مغلوطة لبعض النماذج المحسوبة للأسف على هذه النخب، وهي تتبادل في احايين كثيرة تحت قبة البرلمان وامام اعين المشاهدين المشدوهة امام لكمات ومشادات بالايدي وكلام نابي وما يشابه ذلك مما يتبادله المتصارعون على حلبة السياسة والسلطة. حيث يبدو لي في احايين كثيرة أن انتقادات الملكللسياسيين الذين يفضلون مصالحهم السياسية على حساب المصلحة العليا للوطن، هي التي جعلتهم يفرغون في الاخير فشلهم السياسي على أرض الواقع منخلال هكذا مواقف
وهي من دون شك تصرفاتأبانت فعلا على أن النخب السياسية بل وحتى بعض انماط التقنوقراطية منها لا ترقى في  مجملها إلى تطلعات الناخبين الدين سئموا من مثل هده المشاهدبعدما اضحى هذا النوع من التصرف يشكل مؤشرا صارخ عن نقص في التواصل  يترجم في كثير من الاحيان الى صراع ، وأين منه من صراع الديوك!

 وان دل هذا الامر على شيء انما يدل على ضيق في افق الخطاب السياسي الذي لم يكن ينزل في الماضي حتى في احلك الايام الى هذا المستوى من الحضيض  ، وانه في الحقيقةلدليل ازمة سياسيهوبكلام أوضح انه إفلاس سياسي واجتماعي وأخلاقي معا. مما يجعلني اتسائل ان كان الوضع وصل الى هذا الحد  من التدنيبين النخب فكيف سيكون عليه الحال في الشارع حيث ان  الشارع هو انعكاس للسياسيين، لكن العكس اصبح هنا هوالصحيح.

ومما لاشك  فيه ان من وراء  هذا التدني في الخطاب السياسياسباب  كثيرةولا باس انركزنا هنا الى البعض منها ممنادت الى تأزيم الوضعمثلا كافتقار الحكومة الى رؤية استراتيجية  تؤطر قراراتها  وهو الشيء الذي افضى الى حالة التردد والارتباك في معالجة الملفات السوسيواقتصادية الكبرى الى جانب انفراد  التحالف الحكومي بالقرار حتى داخل الاغلبية الحكومية مما كان يؤدي غالباالى هدر وقت ثمين في الصراعات مع مكونات الاغلبية وما يترتب عن ذلك من تعطيل لمهام المؤسسات الدستورية  في القيام بواجبها اتجاه المواطنين مماساهم في تحويل الخطاب السياسي  الى نقاشات بيزنطية مع اتساع دائرة الخطاب الشعوبيوالسلوكيات السياسية الشاده والمشينة ؟ و القصة في مجملها اذا اردنا الحكم بعيدا عن السياسة تعود الى ثقافة الفرد وشخصيته. لان هذه الأمور لا نتعلمها في مدرسة السياسة ولا في المدارس أو الجامعات. بل هي تتوقف على تربية الفرد ونضوجه وتمرسه في ثقافة الحياة. وهي  اشياء إذا أدركناها ربما قد نصبح قادرينعلى تقبل رأي الآخر ومحاورته بعقلانيةلا سيما ان الناخبون  الدين سئموا من مثل هذه التصرفات الصبيانية لم يعودوا قابلين علىان تظل  هكذا قناعات المعارضة السياسية مجرد كلام في كلام وحبرا على ورق بل لقد ان اها الاوانلكي تترجم الى مواقف سياسية  يعبر عنها داخل البرلمان لكن برزانة وحكمة، وبشكل يحترم الأعراف الديمقراطية والأخلاقية التي تقتضيها اللحظة السياسية التي دعا اليها الملك مرارا في خطبه لكن وللأسف لازال الواقع  يعبر عن عكس ما يصبو  اليه المواطن

لكن من هو المسؤول ادن في كل ما يقع؟ومن نحاسب النخب  ام  العامة او ربما الكل  ،ومن الواضح ان السبب الرئيسي في ذلك هو أن الكل اصبح  الان لا يفكر في هذه الايام وفي كل الاحوال الا بمنطق «إما غالب أو مغلوب". ونتيجة لذلك قد تفاقم الانقسام العمودي الحاصل في الوسط السياسيو معه التعنت الاناني الذي يقفل الباب  على أي محاولة لمناقشة الرأي والرأي الآخر وكان لسان الحال يقول '' أنا ومن بعدي الطوفان''.