وان دل هذا الامر على شيء انما يدل على ضيق في افق الخطاب السياسي الذي لم يكن ينزل في الماضي حتى في احلك الايام الى هذا المستوى من الحضيض ، وانه في الحقيقةلدليل ازمة سياسيهوبكلام أوضح انه إفلاس سياسي واجتماعي وأخلاقي معا. مما يجعلني اتسائل ان كان الوضع وصل الى هذا الحد من التدنيبين النخب فكيف سيكون عليه الحال في الشارع حيث ان الشارع هو انعكاس للسياسيين، لكن العكس اصبح هنا هوالصحيح.
ومما لاشك فيه ان من وراء هذا التدني في الخطاب السياسياسباب كثيرةولا باس انركزنا هنا الى البعض منها ممنادت الى تأزيم الوضعمثلا كافتقار الحكومة الى رؤية استراتيجية تؤطر قراراتها وهو الشيء الذي افضى الى حالة التردد والارتباك في معالجة الملفات السوسيواقتصادية الكبرى الى جانب انفراد التحالف الحكومي بالقرار حتى داخل الاغلبية الحكومية مما كان يؤدي غالباالى هدر وقت ثمين في الصراعات مع مكونات الاغلبية وما يترتب عن ذلك من تعطيل لمهام المؤسسات الدستورية في القيام بواجبها اتجاه المواطنين مماساهم في تحويل الخطاب السياسي الى نقاشات بيزنطية مع اتساع دائرة الخطاب الشعوبيوالسلوكيات السياسية الشاده والمشينة ؟ و القصة في مجملها اذا اردنا الحكم بعيدا عن السياسة تعود الى ثقافة الفرد وشخصيته. لان هذه الأمور لا نتعلمها في مدرسة السياسة ولا في المدارس أو الجامعات. بل هي تتوقف على تربية الفرد ونضوجه وتمرسه في ثقافة الحياة. وهي اشياء إذا أدركناها ربما قد نصبح قادرينعلى تقبل رأي الآخر ومحاورته بعقلانيةلا سيما ان الناخبون الدين سئموا من مثل هذه التصرفات الصبيانية لم يعودوا قابلين علىان تظل هكذا قناعات المعارضة السياسية مجرد كلام في كلام وحبرا على ورق بل لقد ان اها الاوانلكي تترجم الى مواقف سياسية يعبر عنها داخل البرلمان لكن برزانة وحكمة، وبشكل يحترم الأعراف الديمقراطية والأخلاقية التي تقتضيها اللحظة السياسية التي دعا اليها الملك مرارا في خطبه لكن وللأسف لازال الواقع يعبر عن عكس ما يصبو اليه المواطن
لكن من هو المسؤول ادن في كل ما يقع؟ومن نحاسب النخب ام العامة او ربما الكل ،ومن الواضح ان السبب الرئيسي في ذلك هو أن الكل اصبح الان لا يفكر في هذه الايام وفي كل الاحوال الا بمنطق «إما غالب أو مغلوب". ونتيجة لذلك قد تفاقم الانقسام العمودي الحاصل في الوسط السياسيو معه التعنت الاناني الذي يقفل الباب على أي محاولة لمناقشة الرأي والرأي الآخر وكان لسان الحال يقول '' أنا ومن بعدي الطوفان''.