يبدو أن بنكيران رئيس الحكومة ووزير الشباب ورئيس جامعة كرة القدم "لا يحسبون" حساب "المزاليط" من بني جلدتنا، فبعد تعيين "هيرفي رينارد"، المدرب الجديد للمنتخب المغربي وإبعاد الناخب الوطني "بادو الزاكي"، راجت أخبار أن الراتب المخصص لهذا المدرب الأجنبي يبلغ 60 مليون سنتيم أو 65 مليون سنتيم (5 المليون مادات ماجابت مايحسب غير المزلوط). سيتقاضى هذا المدرب هذا الراتب السمين جدا، لتدريب الأسود، الذين لم يزأروا منذ سنة 2004 في نهاية كأس إفريقيا بتونس..

حزب الفايسبوك وكعادته خرج بصور وتعليقات ساخرة، تتعجب من حجم راتب المدرب الجديد، ففي الوقت الذي تدعو فيه حكومة "بنكيران" المواطنين للتقشف والصبر، و"الاقتصاد وحزيم السمطة" حتى في سن التقاعد برفعه عوض تقليصه، وتفجر حكاية "2 فرنك" التي أعطت نتيجتها في "الحاسبة الشعبية" مبلغ 8000 درهم كمعاش للبرلمانيين والوزراء، نجد أن كل شعارات الحكومة الموجهة نحو ترشيد الميزانيات، نزلت كالحجر الثقيل فقط على الأسرة المغربية الفقيرة، وميزانيات القطاعات الأساسية مثل "التعليم" و"الصحة" و"صندوق المقاصة"، إذ قفزت "العصا التقشفية" لحكومة "بنكيران" على ميزانية تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم، ولم تحسب ألتها "الحاسبة السريالية والحكارة" راتب المدرب في علاقته بالوضع الاقتصادي الهش بسبب "الريع" و"اللاعقاب" وثقافة المال السايب "كايعلم الحرفة وكايهر الليدين"، ورأينا كيف ظل رئيس الحكومة يغني أغنية "ما فراسيش ما على باليش"، حتى وجدنا أنفسنا أمام راتب مدرب قطاع رياضي لا ينتج سوى "الشغب" و"الفقصة" و"حريق الدم". لذلك تكلف "حزب الفايسبوك" بتفكيك هذا الراتب بـ "الحاسبة الشعبية"، التي جاءت قراءتها لـ "المانضة من تحت المانطة" جد مفصلة : 60 مليون سنتيم للشهر بمعنى 600 ألف "دِرْكُرشْ" عفوا دِرْ"هَمْ"، يعني "2 المليون سنتيم" لليوم مع احتساب يومي السبت والأحد و"الرسوم" الكاريكاتورية، تعطيه (للمدرب) "833 درهم للساعة"، حساب آش للدقيقة؟ حساب 13 درهم للدقيقة، في بلد تشير الدراسات العالمية (برنامج الأمم المتحدة للتنمية سنة 2007 -2008) أن أكثر من 5 المليون مغربي يعيشون بـ 10 دراهم في اليوم وأن الحد الأدنى للأجور لا يتجاوز 55 درهم في اليوم الواحد. الفرق شاسع مابين 2 المليون للشهر للمدرب و300 درهم للشهر للمقهور المغربي..

60 مليون للشهر مقابل "مجهودات" من قبيل خطة على الورق (4 - 4 - 3 ) أو (3 - 3 - 4) أو(3 - 5 - 5) وهذه الخطة الأخيرة تعتمد على 3 مدافعين و5 في وسط الميدان و5 في الهجوم، وننصح المدرب الجديد بالاعتماد عليها "جزاه الله خيرا" و"عفا الله عما سلف"، لأن أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم، ونحن نراهن على كسب كأس "ديال أتاي" و"طرف ديال الخبز".. ونتمنى من قلبنا أن يفوز المنتخب المغربي بكأس القارات وكأس العالم وكأس إفريقيا لكن بـ "تدبير معقلن" ورواتب معقولة، لأن مثل هذه الأمور سنجني من وراءها لا محالة "كأس إغريقيا" من الغرق..

الحساب عسير يعني"عاسير وصافي".. بلا ما تحسب .. ما يحسب غير المزلوط..