يجتمع حاليا القادة الأوروبيون ببروكسيل في قمة لتدارس إمكانية تقديم أجوبة ممكنة لأسئلة بدأت تؤرق الدول الأوروبية، سواء دول العبور أو الدول المستقبلة. وقد كان من المتوقع حضور تركيا كدولة نزح إليها أكثر من مليوني سوري، إلا أن العملية الإرهابية التي ضربت تركيا دعت إلى المغادرة الفورية لممثل تركيا داود أوغلو الذي كان مقررا أن يحضر لقاء قيل بأنه كان هاما لمعالجة قضية اللاجئين عامة والهجرة السرية خاصة .
انطلقت اجتماعات القمة التي يشارك فيها كل القادة الأوروبيون الذين استجابوا لرسالة تقدم بها رئيس المجلس الأوروبي دونالد دوستك، الذي دعا إلى الاتحاد من أجل احترام مبدأ حرية التنقل بأوروبا مع الاحترام الكامل للحريات كما تنص عليها المعاهدات التي تم التوقيع عليها من طرف الدول وتجنب التمييز العنصري للأشخاص المتنقلين، مضيفا في رسالته بأن احترام المبدأ يجب ألا يتعارض وحرية التنقل في أوروبا، مع الالتزام طبعا باحترام سيادة كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا العمل على مواجهة أوروبا لخطر اليمين المتطرف الذي تصاعد من 3 في٪ الى حوالي 34 في٪ .
ويرغب دونالد دوستك تحقيق حلول واقعية واضحة لمواجهة "أزمة اللاجئين والهجرة إلى أوروبا" وإيجاد حلول لتدفق اللاجئين واللاجئين السريين بالتعاون مع الدول المعنية الأخرى التي ينطلق منها المهاجرون أو دول العبور والتقيد بالمواعيد التي تم التوصل إليها مع دول عدة معنية في قمة فاليتا المالطية التي دعا إليها المجلس الأوروبي لحث الدول غير الأوروبية على التعاون من أجل وضع سياسة موحدة لمعالجة الأزمة بالعمل على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في العاصمة الرباط أثناء لقاء المسؤولين الأوروبيين والأفارقة وفي لقاء الخرطوم السودانية الذي ضم دولا عدة من شمال وشرق إفريقيا وممثلين من المجلس الأوروبي.
وجوابا على أزمة الهجرة تم التطرق إلى ضرورة التسريع في مراقبة شاملة للحدود الخارجية والتخفيض من عدد المهاجرين السريين والحفاظ على سيادة اتفاقية شينغن في إطار التقارب بناء على تقارير دقيقة قدمها المجلس الأوروبي ورئاسة الاتحاد.
وقد أشاد المجلس بقرار الناتو الأخير الداعي إلى المشاركة في المراقبة وًتبادل المعلومات لتضييق الخناق على سماسرة الهجرة، خاصة في بحر أوجه التركي عبر إشراك جميع أعضاء الحلف لتحقيق المقاربة الأمنية بالتعاون مع وكالة فرونتاكس لملاحقة الهجرة السرية وتجارها النشطين في تركيا واليونان وفي جميع دول الاتحاد التي تضررت جراء تدفق مهاجرين سريين. هذا وقد تم التفكير من أجل إنجاز خطة لإدماج اللاجئين السوريين في سوق العمل التركي وطالبت الرئاسة من أعضاءالاتحاد الأوروبي تظافر الجهود لدعم تركيا التي استقبلت وما زالت تستقبل أكثر من مليوني سوري يحتاجون دعما إنسانيا بالاعتماد على البنك الأوروبي الذي سيعمل على دعم المبادرات الإنسانية للدول المستقبلة للاجئين.